أعلنت منظمة اليونسكو عن إدراج تقنية “الكحل العربي”، وهي ممارسة تقليدية تونسية للعناية بالعيون، على قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، في قرار يُعكس الجهود المستمرة للحفاظ على الإرث الثقافي الوطني. يأتي هذا التسجيل كخطوة مهمة في تعزيز التنوع الثقافي العالمي، ويُعدّ إضافة قيمة للسجل الذي يحظى به التراث التونسي، مما يُبرز دور تونس كحارس للتقاليد الشعبية التي تجمع بين الجمال والصحة.
تُمثل تقنية “الكحل العربي”، المعروفة أيضاً باسم “الكحل” أو “السُحْمَة”، تراثاً شعبياً يعود إلى قرون، حيث يُستخدم الكحل الطبيعي المُصنّع من مواد معدنية ونباتية لتزيين العيون وحمايتها من الآفات. لم يقتصر دورها على الجانب التجميلي، بل امتد إلى الوقاية الطبية التقليدية، حيث يُعتقد أنه يُقاوم الالتهابات ويُحسّن الرؤية في المناخات الحارة. هذه الممارسة، التي تُورث عبر الأجيال في الأسر والمجتمعات التقليدية، تجسّد التوازن بين الفن والعلم في الثقافة التونسية، وتُشكّل جزءاً أصيلاً من الهوية المحلية.
جاء إدراج “الكحل العربي” بعد ملف رسميّ قدمته تونس إلى اليونسكو، يُبرز أهميته الثقافية والاجتماعية، ودوره في تعزيز الروابط العائلية والمجتمعية من خلال الطقوس اليومية والاحتفالات. ويُعدّ هذا الإنجاز الثامن لتونس في قائمة التراث غير المادي، إلى جانب عناصر مثل “المالوف” و”القيروان”، مما يُعزّز مكانة البلاد كواحدة من الأعضاء الأكثر نشاطاً في حماية التراث العالمي.
يُشير هذا التسجيل إلى الجهود الحكومية والمدنية المشتركة لتوثيق التقاليد الشعبية، في ظل تحديات العولمة التي تهدد التنوع الثقافي. ويُتوقع أن يُسهم في تعزيز السياحة الثقافية، حيث يُمكن للزوار تجربة هذه الممارسة في الأسواق التقليدية والورش التراثية، مما يُضيف بُعداً حيوياً إلى الرحلات السياحية في تونس.