في الوقت الذي تُسوّق فيه السجائر الإلكترونية كبديل “صحي” لتدخين التبغ، تكشف دراسة علمية حديثة عن وجه مظلم وخطير لهذه الأجهزة، محذرة من تركيزات مرتفعة من المعادن الثقيلة التي يتم استنشاقها مع كل “نفَس”.
معادن سامة في البخار: الرصاص، النيكل، والأنتيمون
نشرت مجلة ACS Central Science في 25 يونيو دراسة أمريكية أظهرت أن البخار المنبعث من بعض أشهر موديلات السجائر الإلكترونية يحتوي على نسب مقلقة من المعادن السامة مثل النيكل، الرصاص، والأنتيمون. هذه العناصر، المعروفة بتأثيرها السمي، تتراكم في الجسم على المدى الطويل، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان والأمراض العصبية الخطيرة.
التأثيرات على القلب والجهاز التنفسي
الدكتور جيمس ستاين، أستاذ بجامعة ويسكونسن، أوضح أن الاستخدام اليومي المكثف للسجائر الإلكترونية يشبه “العيش تحت ضغط دم مرتفع باستمرار”، ما يرفع خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. كما أن الحرارة الناتجة عن عملية التبخير قد تؤدي إلى تحوّل بعض السوائل إلى مواد مسرطنة مثل الفورمالدهيد.
أعراض تنفسية ومضاعفات خطيرة
الدراسة لم تكتف بالتحذير من المخاطر القلبية والمعدنية، بل أكدت أيضًا أن بخار السجائر الإلكترونية يسبب التهابات وتهيجات في المجاري التنفسية، ما يؤدي إلى سعال مزمن، ضيق تنفس، وتفاقم حالات مرضى الربو والمصابين بالانسداد الرئوي المزمن (BPCO).
وتضيف الدراسة أن بعض النكهات تحتوي على مركّبات كيميائية تؤدي إلى تدهور خلايا الرئة وتُحدث تلفًا خطيرًا، قد يتطور إلى أمراض نادرة يصعب علاجها.
مستويات تلوث تعادل 20 علبة سجائر في اليوم
الصدمة الأكبر في الدراسة جاءت عند مقارنة كمية المعادن السامة المنبعثة من بعض الأجهزة الإلكترونية، حيث كشفت النتائج أن استخدامها اليومي قد يُطلق نفس كمية المعادن الثقيلة التي تحتوي عليها 20 علبة سجائر تقليدية — ما يدحض تماماً فكرة أن “الفيب” أقل ضررًا.
في ضوء هذه النتائج، تتعزز المخاوف من الأضرار المتفاقمة للسجائر الإلكترونية، خصوصاً في ظل الإقبال المتزايد عليها من قبل الشباب والمراهقين.