شهدت العلاقات الاقتصادية بين تونس وإسبانيا تطوراً ملحوظاً في قطاع صناعة مكونات السيارات، بعد لقاء هام جمع ممثل وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي في إسبانيا بمديرة الأسواق في الجمعية الإسبانية لمصنعي معدات السيارات SERNAUTO، التي تمثل أعضاؤها نحو 85% من حجم المبيعات في هذا القطاع داخل إسبانيا.
ركز اللقاء، الذي عقد يوم الثلاثاء، على استعراض الديناميكية التي يشهدها القطاع التونسي لمكونات السيارات، مع التأكيد على المزايا التنافسية التي يقدمها البلد، مثل التكاليف المنخفضة نسبياً، اليد العاملة المؤهلة، والموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي يجعل تونس بوابة مثالية نحو الأسواق الأفريقية والأوروبية.
أبرزت المناقشات دور الحوار المستمر بين القطاعين العام والخاص في تونس كعامل أساسي لتشجيع الابتكار، وزيادة الاستثمارات في البحث والتطوير، ودعم الانتقال نحو اقتصاد أخضر أكثر استدامة. يُعد هذا النهج نموذجاً يُشجع على جذب الشركات الأجنبية، خاصة في مجال الطاقة النظيفة والتصنيع الذكي.
اتفق الطرفان على مواصلة التبادلات لتنظيم أنشطة توعوية في عام 2026، موجهة خصيصاً لأعضاء SERNAUTO، بهدف تعريفهم بالنظام البيئي التونسي المتكامل. ومن بين الاقتراحات الرئيسية تنظيم يوم إعلامي خاص يُسلط الضوء على الفرص الاستثمارية والشراكات الممكنة.
يُذكر أن إسبانيا تحتل المرتبة الثانية في أوروبا كمنتج للسيارات، بإنتاج يفوق 2.3 مليون مركبة سنوياً، مما يجعلها سوقاً حيوياً للموردين والمصنعين. وتُمثل SERNAUTO صوتاً قوياً للقطاع، حيث تجمع أبرز الشركات المتخصصة في المعدات والمكونات.
يُعد هذا اللقاء خطوة استراتيجية لتونس، التي تضم أكثر من 80 شركة في قطاع مكونات السيارات، تُصدّر منتجاتها إلى أسواق أوروبية رئيسية. ويُساهم القطاع في توفير آلاف فرص العمل المؤهلة، مع تركيز متزايد على الابتكار والاستدامة لمواكبة التحولات العالمية نحو السيارات الكهربائية والذكية.
يُتوقع أن تُثمر هذه الجهود عن شراكات جديدة تُعزز التبادل التجاري ونقل التكنولوجيا، مما يُدعم التنويع الاقتصادي في تونس ويُفتح آفاقاً أوسع للتصدير نحو أسواق أوروبية متقدمة.