غالباً ما تكون النجمة التونسية أنس جابر مصدر إلهام لآلاف الفتيات والشباب في العالم العربي وخارجه، لكنها أيضاً تأثرت بعمق ببطلتين أسطورتين في عالم التنس، هما كيم كليسترز وغابرييلا ساباتيني. في مقابلة حديثة أجرتها خلال حضورها نهائيات رابطة المحترفات في الرياض، كشفت جابر عن اللاعبتين اللتين شكلتا جزءاً أساسياً من طفولتها الرياضية، وكيف أثرتا في مسيرتها الاحترافية التي وصلت فيها إلى نهائي ثلاث بطولات غراند سلام وصعدت إلى المركز الثاني عالمياً.
رغم التحديات النفسية التي واجهتها جابر مؤخراً، والتي دفعها لأخذ استراحة طويلة بعد انسحابها من ويمبلدون، إلا أنها نفت بشكل قاطع أي شائعات حول الاعتزال، خاصة بعد إعلانها الحمل الذي أضاف فرحة جديدة لحياتها. ومع غيابها عن الملاعب لأكثر من خمسة أشهر، بقيت جابر نشطة في عالم التنس، حيث حضرت نهائيات الرياض وأجرت رمي العملة في مباراة كوكو غوف وجاسمين باوليني، بالإضافة إلى مقابلتها مع قناة The Tennis Pulse على يوتيوب، حيث فتحت قلبها عن مصادر إلهامها.
كيم كليسترز: اللاعبة “اللا تُصدق” داخل وخارج الملعب
عندما سُئلت جابر عن اللاعبات اللواتي ألهمنها في سنواتها الأولى، لم تتردد في ذكر كيم كليسترز، البلجيكية التي فازت بأربع بطولات غراند سلام، وغابرييلا ساباتيني، الأرجنتينية بطلة أمريكا المفتوحة 1990. “كنت أحب مشاهدة كيم كليسترز، ولحسن الحظ التقيت بها، وبالطبع ساباتيني أحبها كثيراً، وشكراً لما قلتِ عني”، قالت جابر بابتسامة عريضة.
وأضافت بحماس: “اسمعي، لم أكن أشاهد التلفاز كثيراً في طفولتي، لكن الآن مع يوتيوب وكل شيء، أتيحت لي الفرصة للعودة ومشاهدة لعبها، وهي لا تُصدق، وأكثر روعة كشخصية. عندما التقيت بها، كانت متواضعة جداً، وأريد حقاً أن أضرب معها. لم نحصل على الفرصة بعد، لذا أتمنى قريباً”.
هذه الكلمات تُظهر مدى تأثير كليسترز على جابر، ليس فقط كلاعبة بل كشخصية إنسانية، خاصة أن كليسترز عادت للتنس بعد الاعتزال والإنجاب، وهو ما يُشبه وضع جابر الحالي مع حملها.
غابرييلا ساباتيني: الأناقة والقوة مجتمعتين
أما غابرييلا ساباتيني، فكانت رمزاً للأناقة والقوة في الثمانينيات والتسعينيات، وجابر لم تخفِ إعجابها العميق بها، خاصة بعد لقائهما الشخصي. “ساباتيني أحبها كثيراً”، قالت جابر، مشيرة إلى كيف أن أسلوب ساباتيني الفريد في اللعب والحياة أثر فيها كفتاة صغيرة تحلم بالاحتراف.
هذه الإلهامات ليست مجرد ذكريات، بل جزء من فلسفة جابر في التنس، حيث تجمع بين القوة البدنية والتواضع الإنساني، تماماً كما فعلت كليسترز وساباتيني في عصرهما.
مع اقتراب عودتها المحتملة بعد الولادة، تُظهر جابر أن الإلهام يأتي من الداخل والخارج، وأن مسيرتها ستستمر في إلهام جيل جديد من اللاعبات العربيات والإفريقيات.