شهدت مدينة أوديني الإيطالية، يوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025، مظاهرات كبيرة مؤيدة للفلسطينيين، في محاولة لتعطيل مباراة تصفيات كأس العالم 2026 بين إيطاليا وإسرائيل. خرج آلاف المتظاهرين في مسيرة تضامنية قبل ساعات قليلة من انطلاق اللقاء، مطالبين باستبعاد إسرائيل من المنافسات الرياضية، في تكرار للمقاطعة الدولية لروسيا بعد غزو أوكرانيا.
المظاهرة السلمية والمطالب الرئيسية انطلقت المسيرة من ساحة بيازا ديلا ريبوبليكا، وشارك فيها حوالي 15 ألف شخص، بما في ذلك طلاب، عائلات، وأعضاء نقابات مثل CGIL وUSB. نظَّمها الوفد الفلسطيني في أوديني، بالتعاون مع أكثر من 350 جمعية، نقابة، وحزب، في جو سلمي في معظمه. رفع المتظاهرون لافتة عملاقة تحمل أسماء 18,745 طفلاً فلسطينياً قُتِلُوا في غزة، وفق إحصاءات منظِّمي الحركة المستندة إلى بيانات وزارة الصحة في غزة (التي لا تُفَصِّل بين المدنيين والمقاتلين). “لا يُمْكِن اللعب ضد دولة الإبادة الجماعية والفصل العنصري مثل إسرائيل”، كان الشعار الرئيسي، مع مطالب بـ”الاعتراف بدولة فلسطين كحل وحيد للشرق الأوسط”. أدان ممثلو الجالية الفلسطينية “الإبادة الجماعية”، مطالبين بوقف الدعم الرياضي لإسرائيل.
أعمال شغب في نهاية المسيرة رغم الجو السلمي، حاولت مجموعة صغيرة من المتظاهرين في نهاية المسيرة اختراق الحاجز الأمني للوصول إلى الملعب، مما أدَّى إلى اشتباكات محدودة. ردَّت الشرطة باستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، مما أسفر عن إصابة 12 شخصاً واعتقال 3 آخرين. أكدت الشرطة أن الحدث “لم يؤثِّر على سلامة المباراة”، لكن التوتر امتد إلى مدن إيطالية أخرى مثل روما وأنكونا وأسكولي بيتشينو، حيث شهدت احتجاجات مماثلة.
أجواء مشحونة داخل الملعب مع اقتراب انطلاق المباراة، هتَّف جمهور الملعب ضد النشيد الوطني الإسرائيلي، مُعْبِرِين عن رفضهم للمشاركة. أُعلِنَت المنطقة المحيطة بالملعب “منطقة حمراء”، مع تعزيزات أمنية تشمل مركبات مدرِّعة، طائرات بدون طيار، ومروحيات. أجرت الشرطة تفتيشاً دقيقاً للمشجِّعِين، لضمان سلامة الحدث.
سياق الاحتجاجات تأتي هذه المظاهرة في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي أُعلِن عنه في 9 أكتوبر، لكنها تعكس استمرار التوترات الدولية. تُطالب الحركات المقاطعة باستبعاد إسرائيل من المنافسات الرياضية، كما حدث مع روسيا، وتُشير إلى أن “الرياضة لا تُغطِّي على الجرائم”. يُتوقَّع أن تُؤثِّر هذه الاحتجاجات على صورة المباراة، رغم الجهود الأمنية.