سجّل الذهب صباح اليوم الثلاثاء مستوى قياسيًا تاريخيًا، متجاوزًا عتبة 3500 دولار للأونصة لأول مرة في تاريخه. وبلغ سعر الأونصة 3467.87 دولارًا عند الساعة 7:30 بتوقيت غرينيتش، بعدما لامس 3500.10 دولارًا في وقت سابق من اليوم، في ظل ظروف اقتصادية تتسم بقدر كبير من عدم الاستقرار.
تعود هذه القفزة اللافتة إلى عدة عوامل ظرفية، أبرزها استمرار التوتر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والبنك المركزي الأمريكي (الاحتياطي الفيدرالي)، مما أثر سلبًا على ثقة المستثمرين. كما أن تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين يضيف مزيدًا من الضبابية إلى المشهد الاقتصادي العالمي، لاسيما بعد أن جددت بكين اليوم رفضها لأي اتفاق تجاري يُنظر إليه على أنه غير منصف لمصالحها.
وفي ظل هذا الوضع المتقلب، يتجه المستثمرون بشكل واسع نحو الذهب كملاذ آمن. فالذهب، على الرغم من كونه لا يدرّ أرباحًا، يتمتع بقيمة ملموسة تُستمد من استخداماته المتعددة في الصناعة والمجوهرات والاحتياطيات النقدية. وتزداد جاذبيته كأداة للتحوّط ضد التضخم وتقلبات العملات، خاصة مع التراجع الحالي في قيمة الدولار الأمريكي.
ويتابع المحللون التطورات باهتمام بالغ، خصوصًا بعد إصدار صندوق النقد الدولي لتوقعاته الاقتصادية المعدّلة. وأشار الصندوق إلى أن موجة الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضتها الولايات المتحدة، والتي بلغت مستويات غير مسبوقة منذ قرن، دفعت به إلى تخفيض توقعاته للنمو في معظم اقتصادات العالم.