بعد أقل من أسبوعين على قمته التاريخية مع فلاديمير بوتين في ألاسكا يوم 15 أغسطس 2025، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، استعداده لفرض عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا إذا رفضت الالتزام بوقف إطلاق نار في أوكرانيا، معتمدًا على استراتيجية الضغط المالي لتجنب أي تصعيد عسكري.
وفي تصريح أدلى به أمام وسائل الإعلام خلال اجتماع حكومي، قال ترامب: «نريد نهايةً لهذا الوضع. لدينا عقوبات اقتصادية. أتحدث عن الاقتصاد، لأننا لن نخوض حربًا عالمية». وبهذا، استبعد الرئيس الأمريكي أي تورط عسكري مباشر، مفضلاً اللجوء إلى أدوات الضغط الاقتصادي كوسيلة أساسية لدفع موسكو نحو حل سلمي، مشيرًا إلى إمكانية فرض “عقوبات هائلة أو تعريفات جمركية أو كليهما” إذا لم يحدث تقدم في غضون أسبوعين، معبرًا عن إحباطه من عدم التقدم بعد القمة.
وتأتي هذه التصريحات وسط استمرار النزاع في أوكرانيا، الذي اندلع إثر الغزو الروسي في فبراير 2022، والذي أسفر عن دمار هائل وتصعيد في التوترات الدولية، مع تقديرات تشير إلى مقتل أكثر من مليون جندي من الجانبين وتدمير واسع للبنية التحتية، بما في ذلك هجمات على منشآت أمريكية في أوكرانيا أثارت غضب ترامب.
ورغم المفاوضات الثنائية الأخيرة مع فلاديمير بوتين، لم يتم الوصول إلى اتفاق ملموس بشأن وقف إطلاق نار دائم، حيث غير ترامب موقفه من التركيز على وقف إطلاق نار فوري إلى سعي لاتفاق سلام شامل، وهو ما يتوافق مع مطالب بوتين الذي تحدث عن “نور في نهاية النفق” للعلاقات مع واشنطن، بينما اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بتعمد تجنب اجتماع مباشر، معتبرًا أن “يستغرق الأمر شخصين للتانجو” في إشارة إلى مسؤولية كييف أيضًا.
بالنسبة لترامب، يتمثل الهدف الرئيسي في زيادة الضغط على الكرملين دون سحب الولايات المتحدة وحلفائها إلى صدام عسكري مباشر مع موسكو، حيث لوح بفرض عقوبات على كلا الجانبين -روسيا وأوكرانيا- إذا لم يتم التقدم، مع التركيز على تأثير هذه الإجراءات على اقتصاد روسيا الذي انخفضت إيراداته من النفط بنسبة 30% بسبب العقوبات الأوروبية السابقة. ورغم عدم الإعلان عن تدابير محددة حتى الآن، إلا أن التلويح بعقوبات إضافية يعكس تصلبًا في سياسة البيت الأبيض تجاه روسيا، خاصة بعد فشل القمة في تحقيق وقف إطلاق نار فوري كما كان يأمل ترامب في البداية.
ويظل السؤال قائمًا بشأن ما إذا كانت هذه النهج القائم على الردع الاقتصادي كافيًا لتعديل موقف فلاديمير بوتين، في ظل تأكيد موسكو على مواصلة عملياتها حتى بلوغ أهدافها العسكرية في أوكرانيا، مع رفضها لأي اجتماع قمة دون جدول أعمال جاهز، كما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.