التراث: ستّون عامًا من التعاون الأثري بين تونس وإيطاليا

بمناسبة مرور 60 سنة على أول بعثة أثرية مشتركة تونسية إيطالية، ينظّم كل من المعهد الوطني للتراث، وسفارة إيطاليا بتونس، والمعهد الثقافي الإيطالي بتونس، يومي 23 و24 أفريل 2025، أيامًا دراسية تحت عنوان: “ستّون عامًا من التعاون الأثري التونسي الإيطالي: الحصيلة والآفاق”، وذلك بـالمتحف الوطني بباردو.

إيطاليا، الشريك الأوّل لتونس في علم الآثار

وفقًا للمعهد الثقافي الإيطالي، تحتضن تونس اليوم 14 بعثة أثرية مشتركة مع إيطاليا، ما يجعلها الشريك الأوّل لتونس في هذا المجال. ويعتمد هذا التعاون على نموذج متكامل يجمع بين البحث العلمي، والتكوين، والترميم، والمحافظة على التراث.

ويشمل التعاون اتفاقيات استراتيجية مع مؤسسات إيطالية رائدة، مثل المتنزه الأثري للكولوسيوم بروما، والمعهد المركزي للترميم، والمعهد المركزي للآثار، فضلًا عن شراكات أكاديمية مع جامعات بارزة كـجامعة بولونيا ولا سابيينزا بروما.

مشروع الكولوسيوم والمسرح الروماني بالجم

تنظم الأيام الدراسية بعد فترة وجيزة من انطلاق بعثة المتنزه الأثري للكولوسيوم بروما إلى مدينة الجم، منتصف أفريل 2025، والتي تعنى بـتوثيق فسيفساء المتحف الأثري بالجم، ومسح تفاصيل “المنزل الروماني” هناك. ويأتي هذا المشروع ضمن اتفاق توأمة بين مدرج الجم والكولوسيوم بروما، تم توقيعه في أفريل 2024.

مشاريع سابقة ونتائج علمية

شهدت السنوات الأخيرة عدة مشاريع، أبرزها:

• البعثة الأثرية في قرطاج (MAC) بالتعاون بين المعهد الوطني للتراث وجامعة لا سابيينزا، والتي قامت بـأربع حملات تنقيب بين 2021 و2024. وركّزت البحوث على المدافن الفينيقية والبونية في درمش وتل الأوديون، ما ساهم في إثراء المعرفة حول الطبوغرافيا الجنائزية وتطوّر المدينة بين القرنين 7 و2 قبل الميلاد.
• بعثة نمولي في تبوربوك (2022)، التي درست البنية الحضرية والمعطيات الأثرية في هذه المدينة القديمة.
• مشروع “ثوبوربو ماجوس ومنطقته في العصور القديمة”، وهو مشروع بحث تونسي إيطالي يركّز على موقع ثوبوربو ماجوس قرب الفحص (ولاية زغوان).

تعاون ثقافي وعلمي مستمر

تُجسّد هذه الشراكة أيضًا من خلال:

• تنظيم ندوات علمية ولقاءات أكاديمية ومعارض دولية بمشاركة باحثين وخبراء من البلدين.
• معارض تراثية هامة، مثل المعرض المؤقت “قرطاج، الأسطورة الخالدة” الذي أقيم بروما بين سبتمبر 2019 ومارس 2020، وضمّ أكثر من 80 قطعة أثرية نادرة من المتاحف التونسية، ما شكّل تجربة نموذجية في إطار التعاون بين المعهد الوطني للتراث بتونس والمتنزه الأثري للكولوسيوم بروما.