أعلن وزارة الشؤون الخارجية التونسية، ببالغ الحزن والأسى، عن وفاة السفير السابق طاهر سيود، الذي وافته المنية يوم 24 أبريل 2025. وقد شكّل الراحل رمزًا من رموز الدبلوماسية التونسية، حيث امتدت مسيرته الحافلة لعقود من العطاء والعمل المتفاني في خدمة مصالح البلاد على الساحة الدولية. وبهذه المناسبة الأليمة، عبّر الوزير محمد علي النفتي، باسم كافة العاملين في الوزارة والأسرة الدبلوماسية، عن أحرّ تعازيه لأسرة الفقيد، راجيًا من الله أن يتغمده برحمته الواسعة.
تميّز السفير طاهر سيود، طيلة مشواره المهني، بولائه العميق للوطن والتزامه الراسخ بخدمة الدبلوماسية التونسية. فقد بدأ رحلته التمثيلية من دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تولّى منصب السفير بين عامي 1978 و1980، قبل أن يُعيّن سفيرًا لتونس في هولندا خلال الفترة الممتدة من 1988 إلى 1991. كما شغل منصب السفير في بلجيكا في مناسبتين، من 1995 إلى 1998، ثم مجددًا في عام 2002، مما يعكس الثقة الكبيرة التي حظي بها والقدرات التي أبان عنها في محطات متعددة.
ولم تقتصر مسيرة الراحل على العمل الدبلوماسي فحسب، بل تقلّد أيضًا مسؤوليات حكومية بارزة، من بينها منصب كاتب الدولة للشؤون الخارجية، ثم وزير التجارة في سنة 2001، إلى جانب تولّيه مهام نائب محافظ البنك المركزي التونسي، ما يُبرز تنوع خبراته وحضوره المؤثر في مفاصل الدولة.
حتى بعد خروجه من السلك الدبلوماسي، لم ينقطع طاهر سيود عن خدمة وطنه، إذ ظل ناشطًا في المجال الدبلوماسي من خلال ترؤسه لجمعية السفراء والقناصل العامين السابقين، وهي مسؤولية ظل يضطلع بها حتى آخر لحظاته. وقد أجمع زملاؤه والمقرّبون منه على كفاءته العالية، واستقامته المهنية، وحرصه الدائم على رفعة صورة تونس في الخارج.
وزارة الشؤون الخارجية أشادت، في بيانها، بالسيرة المشرقة للراحل، مؤكدة أنه نموذج يُحتذى به في التفاني والعمل الصادق، وأن إرثه سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة من الدبلوماسيين.