Table of Contents
أكد رياض دغفوس، المدير العام للمركز الوطني لليقظة الدوائية التابع لوزارة الصحة، أن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، المسؤول عن سرطان عنق الرحم، لا يُسبب أي ضرر على الخصوبة، مفندًا بذلك الشائعات التي تم تداولها مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي.
لا أساس علمي للشائعات
وفي تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)، شدد دغفوس على أن «الإشاعات التي تُروّج حول تأثير اللقاح على خصوبة الفتيات لا تستند إلى أي أساس علمي»، مضيفاً أن الهدف الأساسي من التلقيح هو القضاء على سرطان عنق الرحم، الذي يُعد ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء في تونس، وثالث سبب للوفيات بالسرطان لدى النساء سنويًا.
حملة وطنية تواجه التردد والرفض
وتأتي هذه التصريحات في وقت تواجه فيه الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس HPV، التي انطلقت يوم 7 أفريل الجاري، موجة من الرفض والتشكيك، نتيجة الشائعات المنتشرة ومعلومات مغلوطة تُتداول على مواقع التواصل، حول الآثار الجانبية للقاح.
تستهدف الحملة الفتيات في سن 12 سنة، وتحديداً تلميذات السنة السادسة ابتدائي بالمدارس العمومية والخاصة. كما يمكن للفتيات غير المتمدرسات تلقي اللقاح في مراكز الصحة الأساسية.
أهمية التلقيح وفوائده المؤكدة
وصف دغفوس المخاوف التي عبّر عنها بعض الأولياء بأنها غير مبررة، مؤكدًا أن هذا التلقيح يُمثل خطوة مهمة نحو الوقاية من سرطان قاتل. وأوضح قائلاً:
«المنشورات المعادية للتلقيح على وسائل التواصل، وضعف التوعية بفوائد التلقيح، والمغالطات التي يروج لها تيار متشدد يعارض كل أنواع التلقيح، ساهمت في خلق حالة من الخوف غير المبرر لدى الأولياء، مما أدى إلى ضعف الإقبال في الأيام الأولى من الحملة.»
وأكد أن كل الأدلة العلمية تُثبت فعالية وأهمية هذا اللقاح للصحة العامة، ولا توجد أي مؤشرات أو أسباب علمية تدعو للقلق من آثاره الجانبية.
لقاح مجرّب ومعتمد دولياً
وبيّن أن لقاح فيروس HPV ليس جديدًا مثل لقاح كوفيد-19، بل هو يُستخدم منذ سنوات في أكثر من 145 دولة، من بينها المغرب، ليبيا، دول الخليج، ودول أوروبا الغربية.
وأشار إلى أن إدراجه في البرنامج الوطني للتلقيح في تونس جاء بعد عمل مشترك وجهود كبيرة قادتها وزارة الصحة، وهو ليس أمراً استثنائياً، بل خطة وقائية عالمية توصي بها منظمة الصحة العالمية (OMS).
مواجهة المعلومات المضللة
وفي ختام تصريحه، أشار دغفوس إلى إمكانية اتخاذ إجراءات تأديبية ضد كل من ينشر معلومات مغلوطة حول هذا اللقاح، مؤكداً أن الغاية من ذلك هي ضمان مصداقية المعلومات الصحية وتنظيم نشرها، بما يضمن حق المواطنين في الوقاية الصحية والوصول إلى معلومة موثوقة.