على الرغم من الانتشار السريع للذكاء الاصطناعي في بيئات العمل، لم يُحدث هذا المجال بعد إعادة هيكلة جذرية لسوق العمل العالمي، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز”. يستخدم حوالي 15% من العاملين حول العالم الذكاء الاصطناعي في مهامهم اليومية، لكن في الغالب كأداة لتعزيز الإنتاجية الفردية، وليس كبديل كامل للوظائف التقليدية.
ChatGPT: الأداة الأكثر شعبية يبقى ChatGPT، المدعوم من OpenAI، الأداة الأكثر استخداماً، حيث يتعامل مع أكثر من 18 مليار رسالة أسبوعياً. خلال ثلاث سنوات، استخدمه حوالي 10% من سكان العالم، مما يعكس تأثيره الهائل. وتشمل الاستخدامات الرئيسية:
- التعلم: يمثل حوالي 10% من الطلبات، مع التركيز على اكتساب المهارات.
- البحث عن المعلومات: الفئة الأسرع نمواً، حيث يلجأ المستخدمون للحصول على إجابات سريعة.
- توليد الكود: انخفضت وتيرة هذه الطلبات بنسبة 50% مع تحسن الأدوات المتخصصة.
- النصائح الشخصية: تشكل 4% من الطلبات، خاصة في إدارة الوقت والإنتاجية.
- استشارات العلاقات: تمثل 2%، مع استخدامات اجتماعية محدودة.
“الاقتصاد الموازي” للذكاء الاصطناعي سلطت “فاينانشال تايمز” الضوء على ظاهرة “الاقتصاد الموازي للذكاء الاصطناعي”، حيث يستخدم الموظفون أدوات الذكاء الاصطناعي دون علم الإدارة. يعتمد هؤلاء على النماذج عدة مرات يومياً لأتمتة المهام أو إنشاء المحتوى بشكل أسرع، مما يعزز الإنتاجية بنسبة تصل إلى 20% في بعض القطاعات، وفقاً لدراسات حديثة.
AI Overviews من Google: ثورة في البحث تُعد خدمات الذكاء الاصطناعي المدمجة، مثل AI Overviews من Google، سوقاً موازياً. يستخدم هذه الأداة أكثر من 2 مليار شخص شهرياً في 200 دولة و40 لغة، مقدمةً إجابات موجزة مباشرة في نتائج البحث، مما يُغيِّر طريقة استهلاك المعلومات. في الولايات المتحدة، أدى ذلك إلى انخفاض بنسبة 10% في زيارات المواقع التقليدية، وفقاً لتقرير SimilarWeb.
تأثير اقتصادي مرتبط بالناتج المحلي كشفت دراسة “فاينانشال تايمز” عن ارتباط وثيق بين الناتج المحلي الإجمالي للدول ونسبة استخدام الذكاء الاصطناعي. ففي الدول ذات الاقتصادات المتقدمة، مثل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، يستخدم حوالي 25% من العاملين الذكاء الاصطناعي، بينما تنخفض النسبة إلى 5% في الدول النامية. يعكس هذا الفارق مستويات المعرفة الرقمية والاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية.