شهد سوق الذهب العالمي لحظة تاريخية لم يسبق لها مثيل، إذ عبر سعر الأونصة عتبة 4000 دولار للمرة الأولى في تاريخه. وفقاً لمعلومات بورصة كوميكس، ارتفع العقود الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة تزيد عن 0.3%، وتم تداولها حول 3989 دولاراً، قبل أن يصل الذروة إلى 4000.1 دولاراً.
يُعزى هذا التصاعد الدراماتيكي، حسب تحليل المتخصصين، إلى التوترات السياسية المتفاقمة في دولتين اقتصاديتين عملاقتين: الولايات المتحدة وفرنسا. في العاصمة الأمريكية، فشل مجلس الشيوخ للمرة الثانية في الموافقة على مشروع قانون يعيد تمويل الجهاز الحكومي، مما يطيل أمد الإغلاق المالي. وفي الوقت نفسه، أعلن قادة الديمقراطيين رفضهم التام لأي حوار مع الرئيس دونالد ترامب، رغم إصراره السابق على وجود تقدم ملموس في هذا المسار.
أما في باريس، فقد ازدادت التوترات بعد استقالة رئيس الوزراء سيباستيان لوكورنو، الذي وافق، بتوجيه من الرئيس إيمانويل ماكرون، على عقد جلسات استشارية أخيرة مع الأحزاب السياسية للبحث عن حلول توافقية. هذه التطورات تخلق حالة من الغموض الاقتصادي، تدفع المستثمرين نحو “الملاذات الآمنة” مثل الذهب، مما يعزز الطلب عليه ويرفع أسعاره.
ويأتي دعم إضافي من توقعات بانخفاض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي يُضعف الدولار ويجعل الذهب أكثر إغراءً للحاملين للعملات الأخرى. يُعد هذا الارتفاع تذكيراً بأن الذهب يظل الخيار الأول في أوقات الاضطرابات، مع توقعات بمزيد من الارتفاعات إذا استمرت التوترات السياسية.