شهدت أسعار الذهب في الأسواق العالمية انتعاشًا ملحوظًا عقب تراجع دراماتيكي يُعد الأشد حدة خلال السنوات الـ12 الماضية، وفقًا لتقارير وكالة رويترز المتخصصة.
في يوم 22 أكتوبر، هبط الذهب الفوري بنسبة 1.4% ليصل إلى 4067 دولارًا للأونصة الواحدة، بينما تراجعت العقود الآجلة لشهر ديسمبر في السوق الأمريكية بنسبة 0.7% إلى 4081 دولارًا. أرجعت الأسواق هذا الانهيار إلى قوة الدولار الأمريكي وتصريف المستثمرين لأرباحهم بعد فترة صعود مستمرة، مما أثار موجة من التوتر في الأسواق.
رغم أن هذا التراجع يبدو متواضعًا نسبيًا عند مقارنته بنسبة 1-2%، إلا أن تحليلات بلومبرغ أكدت أنه يمثل أكبر خسائر يومية منذ عام 2020، حيث نادرًا ما تشهد أسعار الذهب تقلبات تفوق هذه النسبة، مما يعكس هشاشة التوازن الحالي في الأسواق العالمية.
وبالتزام مع الاتجاه الإيجابي، عادت الأسعار للارتفاع يوم 23 أكتوبر، مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية، مثل الإجراءات العقابية الجديدة من واشنطن ضد موسكو، إلى جانب مخاوف من قيود محتملة على التصدير الصيني. هذه التطورات أعادت إلى الأذهان دور الذهب كملاذ آمن، مما شجع المستثمرين على العودة إليه بقوة.
بحلول صباح الخميس، تقدم الذهب الفوري بنسبة 0.7% إلى 4123.39 دولارًا للأونصة، مع صعود العقود الآجلة لديسمبر بنسبة 1.8% إلى 4138.10 دولارًا، مما يشير إلى بداية تعافٍ محتمل.
عوامل دفع الذهب نحو الصعود
بعد هبوط عابر، أخذت أسعار الذهب منحى تصاعديًا واضحًا، حيث ساهمت نية إدارة دونالد ترامب في فرض قيود على تصدير التكنولوجيا إلى الصين – من البرمجيات إلى المحركات التوربينية – كرد فعل على قرار بكين بتقليص إمدادات المعادن النادرة في هذا التصعيد التجاري.
كما أعلنت الولايات المتحدة، في خطوة أولى خلال الولاية الثانية لترامب، عن عقوبات مرتبطة بالأزمة الأوكرانية تستهدف شركتي النفط الروسيين الكبيرتين لوك أويل وروس نيفت. أدت هذه الإجراءات إلى إثارة القلق الدولي، مما عزز جاذبية الذهب كخيار استثماري مستقر.
يؤكد المتخصصون أن هذه الاضطرابات الجيوسياسية تعيد تعزيز مكانة الذهب كأصل يحمي من المخاطر، رغم التقلبات القصيرة الأجل، مع الحفاظ على إمكانيات نمو طويلة الأمد.
“نواصل النظر إلى الذهب باعتباره أداة فعالة لتنويع المحفظة، مع مزايا إضافية في اتجاه سيناريونا الإيجابي عند 4700 دولار أمريكي/أونصة، والتي لا تزال ممكنة في حالة حدوث أحداث سياسية وماكرو اقتصادية غير مواتية”، قال مارك هيفيل، المدير التنفيذي للاستثمار في UBS.
منذ مطلع العام الحالي، حقق الذهب مكاسب تصل إلى 57%، مسجلاً قمة تاريخية عند 4381.21 دولارًا للأونصة، مما يؤكد مرونته أمام التحديات العالمية.