تنطلق فعاليات الدورة السابعة والعشرين من “المنتدى الدولي لرياليتي” هذا الأسبوع، وسط طموح واضح لإعادة صياغة العلاقة الاستراتيجية بين تونس والاتحاد الأوروبي، في ظل مشهد دولي متغير باستمرار. وقد أكد الطيب الزهار، رئيس المنتدى، خلال مداخلته صباح الأربعاء 28 مايو على إذاعة “إكسبريس أف أم”، أن هذه التظاهرة السنوية، التي تُنظّم منذ أكثر من ثلاثين عامًا، تواصل لعب دور محوري في مواكبة التحولات الاقتصادية الكبرى التي يشهدها البلد.
شراكة أوروبية عززت الصناعة التونسية
وأشار الزهار إلى أن المنتدى كان شاهدًا ومساهمًا في مرحلة التحول الاقتصادي التي عرفتها تونس على مدار العقود الثلاثة الماضية، لافتًا إلى أن الشراكة التونسية الأوروبية، رغم التخوفات التي رافقتها في بداياتها من طرف بعض الفاعلين السياسيين ورجال الأعمال، أثبتت نجاعتها في دعم القدرات الصناعية للبلاد.
وأضاف: “في سنة 1995، كانت صادرات تونس لا تتجاوز 6 مليارات دينار، واليوم بلغت 36 مليارًا، وهذا التطور ناتج بدرجة كبيرة عن علاقتنا مع أوروبا”، مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي لا يزال الشريك الاقتصادي الأول لتونس، حيث يستحوذ على نحو 70% من صادراتها.
نحو آفاق جديدة دون التفريط في الشريك التاريخي
ورغم هذا الارتباط الوثيق، شدّد الزهار على أهمية تنويع الشراكات الاقتصادية لتونس والانفتاح على قوى اقتصادية أخرى، دون التخلي عن مكتسبات العلاقة الأوروبية المتوسطية. وقال: “من الضروري إعادة رسم معالم الشراكة لتتلاءم مع المتغيرات العالمية، خاصة في مجالات مثل الرقمنة والطاقة.”
محاور المنتدى: اقتصاد، تعليم، هجرة وطاقة
الدورة الحالية من المنتدى ستُركّز على أربعة محاور رئيسية:
- الاقتصاد والتجارة،
- التعليم العالي والبحث العلمي،
- الهجرة، بما تحمله من تحديات سياسية واجتماعية،
- والتحول الطاقي، الذي أصبح أولوية ملحة في ظل التغير المناخي والضغط على الموارد. السياق الجيوسياسي يفرض مقاربات جديدة
وأوضح الزهار أن الأحداث الدولية الأخيرة، كالحرب في أوكرانيا والقرارات المفصلية التي اتخذها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، دفعت الاتحاد الأوروبي لإعادة النظر في تموضعه الاستراتيجي، ما يفتح الباب أمام دول مثل تونس للاستفادة من فرص جديدة ضمن هذا الإطار المتجدد.
وسيُقدَّم خلال المنتدى تقرير مفصل حول واقع وآفاق الشراكة التونسية الأوروبية، مدعمًا بأرقام دقيقة ونتائج ملموسة. كما سيتم التطرق إلى ملفات حساسة مثل الفلاحة والهجرة، مع التشديد على احترام السيادة الوطنية التونسية.
دعوة إلى مشاركة موسعة من الخبراء والمجتمع المدني
وفي ختام حديثه، وجّه الطيب الزهار دعوة صريحة للمجتمع المدني والخبراء المحليين والدوليين للمساهمة في هذا الحوار البنّاء، بهدف تأسيس شراكة جديدة تكون أكثر توازنًا واستجابة لمتطلبات العصر.
يُذكر أن الدورة الـ27 من المنتدى الدولي لرياليتي ستُعقد يومي 29 و30 مايو 2025، في فندق “الحمبرا” بمدينة الحمامات.