من المعروف أن الكثيرين لا يمكنهم تخيل صباحهم دون كوب قهوة ساخن يُعيد لهم الحيوية. لكن هل هذه العادة اليومية تضيف إلى صحتنا أم تُشكل عبئًا خفيًا؟
القهوة مشروب معقد، يجمع بين الفوائد والمخاطر في آن واحد. فهي تحفز الدماغ والإنزيمات والعمليات الأيضية بفعالية عالية، كما يوضح الدكتور أوتو ستويكو، أخصائي في العلوم الطبية والمدير الطبي لمركز الصحة في العاصمة. ويعود ذلك إلى تأثير المواد الحيوية الفعالة فيها، مثل الفلافونويدات، وأبرزها الكافيين الذي يُعد عنصرًا أساسيًا في حبوب البن. وهو نفسه ما يُسبب الاعتماد النفسي على القهوة، لكنه في الوقت ذاته يُزيل الإرهاق ويُحسن النوم المتقطع ويُنظم التقلبات العاطفية، وحتى يُخفف من الصداع الناتج عن مشكلات الأوعية الدموية.
يقول العلماء إن ثلاثة أكواب من القهوة في اليوم كافية. لماذا تم تحديد هذه الكمية بالذات؟ الجرعة اليومية المعترف بها من قبل منظمة الصحة العالمية للكافيين هي 400 ملغ (أي ثلاثة إلى أربعة أكواب سعة 100 مل، أو 4-5 ملاعق صغيرة من القهوة المطحونة).
تُؤدي الجرعات التي تتجاوز 400 ملغ يوميًا إلى حالات من التوتر والاهتزاز في اليدين والصداع واضطراب الإيقاع القلبي. أما إذا كنت تتناول كوبًا مع الإفطار ثم آخر بعد الغداء وبعد بضع ساعات، فستحصد تأثيرًا إيجابيًا، إذ يفقد الجسم قواه في الجزء الثاني من اليوم ويحتاج إلى دفعة لاستعادة التركيز، وهنا تأتي القهوة لتعزز النشاط. غير أن الامتناع عنها بعد الساعة الخامسة مساءً أمر أساسي، إلا في حال وجود وردية عمل ليلية.