في 4 نوفمبر 2025، يقترب موعد انتخابات عمدة نيويورك، حيث يتصدر المرشح الديمقراطي زوران مامداني (34 عاما)، المسلم من جنوب اسيا، الاستطلاعات بفارق كبير، مما يجعله مرشحا قويا ليصبح اول مسلم يتولى المنصب في مدينة تضم اكبر جالية يهودية خارج اسرائيل (1.1 مليون يهودي). يثير مقدما نقاشات حول المنافسة بين الجاليات، وخاصة مع موقفه الحاد من اسرائيل، والذي يعتبر “مختلفا” عن مؤسسة الحزب الديمقراطي.
الاستطلاعات الاخيرة: مامداني يتقدمن بفارق 10-25 نقطة اظهرت الاستطلاعات الاخيرة تفوقا واضحا لمامداني. استطلاع كوينيبياك (Quinnipiac) يعطيه 43% من الاصوات بين المقتربين من التصويت، مقابل 33% للمستقل اندرو كومو و14% للريبوبليكي كرتيس سليوا، و6% مترددون. اما استطلاع ايمرسون كوليج (Emerson College)، فيظهر فارقا اكبر بـ50% لمامداني على كومو (25%) وسليوا (21%). ويعطي ريالكلير بوليتيكس (RealClearPolitics) مامداني 46.1%، بفارق 14.3 نقطة على كومو و29.8 على سليوا. تشير هذه الارقام الى ان مامداني يحظى بدعم اليافع، والمستقلين، وجزء كبير من الديمقراطيين، مع تركيز على المواطنين الجدد والمهاجرين.
حملة مامداني: الدعم الديمقراطي والمواقف الحادة بنيت حملة مامداني على برنامج اصلاحي يركز على الاسكان المؤمد، الحقوق العامة، ومقاومة الفقر، مع تاكيد على المنافسة العادلة والاصلاح الجماعي. حصل على دعم “شخصيات بارزة” من الحزب الديمقراطي، مثل زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب هيكيم جيفريز، والنائبة السابقة كامالا هاريس، وحاكمة نيويورك كاتي غوكول. يوم السبت، اجرى الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما مكالمة هاتفية مع مامداني استمرت نصف ساعة. وفق مصادر “نيويورك تايمز”، ناقشا مشاكل تشكيل الادارة الجديدة وانشاء هيكل قادر على تنفيذ برنامج مامداني لضمان حياة ميسورة في المدينة.
رغم ان اوباما لم يدعم مامداني علنا، ملتزما بممارسة تجنب اي تدخل في الانتخابات البلدية منذ تركه منصب الرئيس، الا ان مكالمته تعتبر اشارة سياسية مهمة. في غضن ذلك، دعا الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب الى التصويت في الانتخابات لصالح اندرو كومو: “سواء اعجبكم اندرو كومو ام لا، فليس لديكم في الواقع خيار اخر. عليكم التصويت لصالحه والامل في ان يؤدي عمله ببراعة. انه قادر على ذلك، اما مامداني فليس كذلك! اريد ان ارى فوز ديمقراطي له تاريخ ناجح، وليس شيوعيا بلا خبرة”.
يشرح بعض المحللين نجاح مامداني بانه يظهر مرونة، كما يبذل جهودا كبيرة للرد على الانتقادات الموجهة اليه.
لكنه يظهر صلابة في عدد من القضايا، لا سيما فيما يتعلق بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني، حيث ينتقد اسرائيل باستمرار. وهذا يعني انفصاله عن جزء من مؤسسة الحزب الديمقراطي، وقد يصبح عاملا حاسما في انتخابات عمدة المدينة التي تضم اكبر جالية يهودية خارج اسرائيل.