شهدت عملة البيتكوين تراجعاً حاداً في قيمتها خلال الساعات الأخيرة، حيث انخفض سعرها إلى أقل من 85500 دولار، مسجلاً مستوى 86700 دولار في لحظة النشر. هذا التصحيح أثر على باقي الأصول الرقمية، مما أثار تساؤلات حول استقرار السوق بعد فترة من الارتفاعات السابقة.
لم يقتصر التأثير على البيتكوين وحده، إذ انخفض الإيثريوم بنسبة 6% إلى 2821 دولاراً، بينما تراجع الإكس آر بي بنسبة 6.8% إلى 2.04 دولار، والبي إن بي بنسبة 5.4% إلى 826 دولاراً، والسولانا بنسبة 7.2% إلى 126 دولاراً. كما تضاءل الحجم السوقي الإجمالي بنسبة 4.9% ليصل إلى 3 تريليونات دولار، في إشارة إلى تباطؤ عام في النشاط.
كان السوق يعتمد سابقاً على توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في ديسمبر، مع احتمالية تقدر بنسبة 87.4% وفقاً لتقييمات المشاركين. لكن نوفمبر شهد تدفقات خارجية بلغت 3.5 مليار دولار من صناديق الإي تي إف المرتبطة بالبيتكوين، مما أضعف الدعم.
أما الحادث الأمني الذي ألقى بظلاله، فكان اختراقاً لمنصة ييرن فاينانس للتمويل اللامركزي، حيث سرق المهاجمون بركة الرموز yETH وأرسلوا 1000 إيثريوم إلى خدمة تورنادو كاش للغسيل. هذا الاختراق أثار مخاوف من تفاعلات سلسلية مع بروتوكولات كبرى مثل آف وكرف.
في نوفمبر أيضاً، انخفض حجم التداول الفوري على المنصات المركزية بنسبة 26.7% إلى 1.59 تريليون دولار، وهو أدنى مستوى منذ يونيو، مع تفوق بينانس بـ599.34 مليار دولار. أما التداول على المنصات اللامركزية، فقد تراجع من 568.43 مليار دولار إلى 399.39 مليار، مع قيادة يوني سواب بـ79.97 مليار دولار.
على المستوى السلسلة، يبلغ سعر التحقيق للحاملين قصيري الأجل 104200 دولار، مما يخلق ضغوطاً هبوطية، مع مستويات دعم رئيسية عند 88100 دولار (متوسط الدخول للمستثمرين النشطين)، و81700 دولار (السعر السوقي الحقيقي)، و56400 دولار (السعر التحقيقي العالمي لكل العملات).
وصفت راشيل لوكاس، محللة في بي تي سي ماركتس، الحدث بأنه “دوامة تصفية كلاسيكية”. وأضافت لوكاس أن خفض الفائدة في ديسمبر كان مدمجاً في الأسعار منذ الخريف، مع تراجع الشهية للمخاطر بسبب التضخم ومناقشات التعريفات الجمركية. وحددت المستويات الرئيسية: 87000 دولار كعلامة حاسمة للنمو إذا تم الحفاظ عليها؛ 80400 و75000 دولار كأهداف تالية إذا انكسر الدعم؛ 95000-100000 دولار في حال خفض الفائدة؛ و110000-120000 دولار تحت خطاب يتسم باللين من رئيس الاحتياطي جيروم باول.
أما جيف ماي، المدير التنفيذي لعمليات بي تي إس إي، فقد أشار إلى مخاوف التجار من تفاعل ييرن فاينانس مع بروتوكولات كبيرة مثل آف وكرف، مما يثير بيعاً ناتجاً عن الخوف من سحب أموال إضافية.
أرجع فينسنت ليو، المدير الاستثماري في كرونوس ريسيرش، انخفاض حجم التداول على المنصات إلى تحول من الضجيج في أكتوبر إلى ركود، مع تقلص التقلبات وجني الأرباح بعد الارتفاع. وأضاف أن انخفاض حصة المنصات اللامركزية من 17.56% إلى 15.73% يعود إلى عوامل هيكلية مثل السيولة الأعمق والفروقات الضيقة على المنصات المركزية في نطاقات التداول الضيقة، بالإضافة إلى تراجع التدفقات المضاربة وحوافز التمويل اللامركزي.
أما خبراء غلاسنود، فقد أوضحوا أن هيكل السوق يحاصر البيتكوين بين خسائر الحاملين قصيري الأجل وسعر الربح المتوسط للمشاركين النشطين، مع سعر التحقيق للحاملين قصيري الأجل عند 104200 دولار يولد ضغطاً هبوطياً من المضاربين الراغبين في التعويض.
يرى بوريس ريڤسين من ترايب كابيتال أن السوق يقلل من شأن إمكانية الارتخاء السياسي تحت رئيس الاحتياطي الجديد، بينما أشار محللون من إكس وين ريسيرش اليابانية إلى نمو السيولة كمحفز محتمل لارتفاع البيتكوين في نوفمبر.