أعلنت باكستان وأفغانستان عن سقوط عشرات الضحايا من الجنود جراء اندلاع سلسلة من الاشتباكات العنيفة على خط الحدود المشترك، في تطور يثير مخاوف من حرب إقليمية أوسع. هذه المواجهات، التي بدأت في نهاية الأسبوع الماضي واستمرت حتى الثلاثاء، تُعد الأشد حدة خلال الأشهر الأخيرة، وأثارت قلق الجهات الدولية، وفقًا لتقارير Bloomberg ووسائل إعلام أخرى.
أفاد الجيش الباكستاني في بيان رسمي بأن قواته نجحت في صد هجمات أفغانية في منطقتي سبين بولداك وكورام، الواقعتين في مقاطعتي بلوشستان وخيبر بختونخوا، مما أسفر عن مقتل ما يصل إلى 50 جنديًا أفغانيًا. ووصف الجيش الهجمات بأنها “غير مبررة”، مشددًا على أن الرد الباكستاني كان “فعالاً ومباشراً”.
من جهة أخرى، أكد زبي الله مجاهد، المتحدث باسم إدارة طالبان، أن القوات الأفغانية تمكنت من صد “محاولة غزو” من قبل وحدات باكستانية، واستولت على أسلحة ودبابات وعدة مواقع عسكرية للخصم. وأضاف مجاهد أن هذه العمليات جاءت ردًا على “انتهاكات سابقة”، محذرًا من أن “الإمارة الإسلامية وشعب أفغانستان سيحمون أراضيهم بكل قوة”.
يتبادل الجانبان اللوم في إثارة التوتر. فكابول اتهمت إسلام آباد بشن غارات جوية على أراضيها، أدت إلى مقتل مدنيين وإصابة أكثر من 100 شخص آخرين، بينما نفت باكستان هذه الادعاءات، وأعلنت بدلاً من ذلك عن مقتل أكثر من 200 جندي أفغاني، إلى جانب خسارة 23 من جنودها. وفي تطور آخر، أغلقت باكستان معابر الحدود الرئيسية، مما أثر على التجارة بين البلدين، ودفع سكان المناطق الحدودية إلى الفرار من بيوتهم خوفًا من الاشتباكات المستمرة.
أثارت هذه الأحداث قلقًا دوليًا، حيث دعت الصين إلى الامتناع عن التصعيد، ورحبت روسيا بالحوار، في حين حذرت الولايات المتحدة من مخاطر التصعيد على الاستقرار الإقليمي. ويأتي هذا التوتر في سياق اتهامات متبادلة حول دعم الجماعات المسلحة، حيث تتهم باكستان أفغانستان بتوفير ملاذات للمقاتلين، بينما تنفي طالبان هذه الاتهامات.