دخل رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب ورئيسة وزراء اليابان ساناي تاكايتشي في صفحة جديدة من التعاون الاقتصادي، بعد توقيعهما اتفاقية ثنائية تركز على تأمين إمدادات المعادن الحيوية والعناصر الأرضية النادرة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن الاقتصادي ودفع النمو المشترك. أُبرمت الاتفاقية خلال لقاء في قصر أكاساكا بطوكيو، ووصفها البيان الرسمي من البيت الأبيض بأنها ستؤدي إلى “عصر ذهبي جديد” في العلاقات بين البلدين، مع التركيز على الازدهار العالمي.
أعربت تاكايتشي عن تفاؤلها بأن الاتفاقية ستمثل بداية مرحلة ذهبية في الشراكة الثنائية، مشيدة بالجهود المشتركة لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية. أما ترامب، فقد أشاد بتاكايتشي، قائلاً: “بناءً على كل ما أعرفه من شينزو وآخرين، ستكونين واحدة من أبرز رؤساء الوزراء. أود أيضًا أن أهنئك على كونك أول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء. هذا أمر مهم”. وأضاف أن الولايات المتحدة تعد “حليفًا على أعلى مستوى”.
تركز الاتفاقية على تعزيز التعاون بين الشركات الأمريكية واليابانية في مجالات استخراج ومعالجة المعادن الثمينة، التي تُعد أساسية للصناعات المحلية في كلا البلدين، مثل الإلكترونيات والطاقة المتجددة. وتأتي هذه الخطوة في سياق التوترات التجارية العالمية، حيث تعتمد الولايات المتحدة على اليابان لتقليل الاعتماد على الصين في سلاسل التوريد.
تفاصيل الاتفاقية وتبادل الهدايا أكدت الاتفاقية على الالتزامات السابقة الموقعة في بداية العام، مثل فرض واشنطن رسومًا جمركية بنسبة 15% على الواردات اليابانية، مقابل التزام طوكيو باستثمار 550 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي وشراء المزيد من السلع الأمريكية في قطاعات السيارات، الطائرات، الزراعة، والطاقة. هذا الاتفاقية الثانية المتعلقة بالمعادن النادرة هذا العام، بعد توقيع اتفاقية مماثلة في 1 مايو بين وزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيريدنكو ووزير المالية الأمريكي سكوت بيسنت لإنشاء صندوق استثماري لإعادة الإعمار.
أما عن الجانب الشخصي، فقد أخبرت تاكايتشي ترامب برشحها له لجائزة نوبل للسلام، وأهدته مضرب غولف وحقيبة غولف موقعة من النجم الياباني هيديكي ماتسويا، كانت ملكًا سابقًا لشينزو آبي. كما وعدت بتقديم 250 شجرة كرز للعاصمة الأمريكية بمناسبة الذكرى 250 لاستقلال الولايات المتحدة في 2026. من جانبه، سيُزور ترامب القوات الأمريكية في اليابان قبل توجهه إلى كوريا الجنوبية يوم الأربعاء.
تأثير الاتفاقية على الأسواق أعربت الأسواق عن تفاؤلها بالاتفاقية، حيث ارتفع مؤشر هانغ سينغ تشاينا إنتربرايزز بنسبة 1.3%، ووصل مؤشر إم إس سي آسيا باسيفيك إلى أعلى مستوياته التاريخية. يرى المحللون أنها توفر راحة مؤقتة، لكن الخلافات الأساسية بين الولايات المتحدة والصين، مثل المنافسة التكنولوجية، لا تزال قائمة.