أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة من الجدل بإعلانه، يوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025، عن إمكانية وقف استيراد الزيت النباتي المستعمل (UCO) من الصين، رداً على مقاطعتها لفول الصويا الأمريكي، التي وصفها بـ”العمل العدائي اقتصادياً”. جاء هذا التصريح وسط تصعيد في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، مما أدى إلى تقلبات حادة في الأسواق المالية وقلق واسع بين المزارعين الأمريكيين.
تصريحات ترامب وتداعياتها الفورية كتب ترامب على منصة Truth Social: “أعتقد أن الصين تتعمد عدم شراء فول الصويا الأمريكي، مما يسبب صعوبات لمزارعينا، وهذا عمل عدائي اقتصادياً. نحن نفكر في إنهاء الأعمال التجارية مع الصين فيما يتعلق بزيت الطهي وغيره من عناصر التجارة كعملية انتقامية. يمكننا بسهولة إنتاج زيت الطهي بأنفسنا، ولا حاجة لشرائه من الصين”.
تسبب هذا الإعلان في انخفاض فوري بمؤشر S&P 500 بنسبة 1.25%، وتأرجحت أسهم شركات تجارة المنتجات الزراعية الكبرى مثل Bunge Global SA وArcher-Daniels-Midland Co.، حيث هبطت في البداية ثم ارتفعت مع توقعات زيادة الإنتاج المحلي. وصلت الخسائر الأولية في القيمة السوقية إلى حوالي 450 مليار دولار خلال الدقائق الأولى، مع تأثر الأسواق العالمية، حيث انخفض مؤشر FTSE 100 في لندن بنسبة 0.9%، وتراجعت أسهم Nvidia بنحو 5%.
سياق الحرب التجارية كانت الصين أكبر مستورد لفول الصويا الأمريكي، حيث اشترت في 2024 حوالي 27 مليون طن بقيمة 12.8 مليار دولار، لكنها توقفت عن الشراء منذ مايو 2025، مفضلة المصادر من البرازيل والأرجنتين. هذا التحول أضر بشدة بالمزارعين الأمريكيين، خاصة في ولايات مثل إلينوي وآيوا، حيث يواجه حوالي مليون مزارع خطر الإفلاس بسبب تراكم المخزونات.
في المقابل، كانت الولايات المتحدة تستورد 1.27 مليون طن من الزيت النباتي المستعمل من الصين في 2024، بقيمة 1.1 مليار دولار، لاستخدامه في إنتاج الوقود الحيوي مثل الديزل المتجدد. لكن الواردات انخفضت بنسبة 65% في الفترة من يناير إلى أغسطس 2025، بعد فرض رسوم جمركية أمريكية وقطع الصين للإعفاءات الضريبية. وفقاً لتجار صينيين، فإن تأثير تهديد ترامب سيكون “ضئيلاً” لأن الصين أعادت توجيه صادراتها إلى أوروبا.
رد الصين والتداعيات ردّت الصين على تهديدات ترامب بفرض قيود جديدة على تصدير المعادن النادرة، التي تُشكِّل 90% من إنتاج العالم وتُستخدم في الصناعات الإلكترونية والدفاعية. كما فرضت رسوماً جديدة على السفن الأمريكية وعقوبات على 5 وحدات تابعة لشركة Hanwha Ocean Co.، مما أدى إلى انخفاض أسهم الشركة بنسبة 8%. أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، أن الصين “ستتخذ ما يلزم لحماية مصالحها”، داعياً إلى حل الخلافات عبر الحوار.
تأثير على السوق المالية والمزارعين تسببت تصريحات ترامب في نزيف الأسواق المالية، حيث خسر سوق العملات الرقمية 715 مليون دولار في الساعات الأولى، مع انخفاض بيتكوين بنسبة 2.4% وإيثريوم 3.3%. يُخشى أن تؤدي هذه التوترات إلى ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة، حيث تشير تقديرات Goldman Sachs إلى أن الرسوم الجمركية ستُكلف كل أسرة أمريكية 1300 دولار سنوياً.
أما المزارعون الأمريكيون، فيواجهون أزمة مالية حادة بسبب توقف صادرات فول الصويا، مما دفع ترامب إلى النظر في دعم مالي بقيمة مليارات الدولارات، لكن هذا الدعم لم يتحقق بعد. قالت جينيفر فاهي من Farm Aid: “المزارعون يعانون من خسائر كارثية، ليست مجرد تقلبات اقتصادية، بل أسواق خسرت بشكل دائم”.
المفاوضات المستقبلية أشار الممثل التجاري الأمريكي جيمسون غرير إلى أن المفاوضات مع الصين مستمرة، وأن لقاء ترامب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة APEC في كوريا الجنوبية ما زال قائماً، رغم تهديدات ترامب بإلغائه. يُتوقع أن تُحدد هذه القمة مسار العلاقات التجارية، مع احتمال فرض رسوم إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية بحلول 1 نوفمبر إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.