Table of Contents
أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج محمد علي النفطي ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، خلال ترؤسهما الدورة الرابعة للجنة التونسية-السعودية للمتابعة والتشاور السياسي في تونس يوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025، على متانة أواصر الأخوة والتعاون بين البلدين، مشددين على ضرورة تعزيز تقليد التشاور والتنسيق على جميع المستويات.
كلمة الوزير التونسي
في كلمته الافتتاحية، أشاد النفطي بالعلاقات “العميقة والتاريخية” التي تجمع تونس والمملكة العربية السعودية، واصفًا إياها بـ”نموذج يُحتذى به بين الدول العربية والإسلامية”. واستعرض مع نظيره السعودي مراحل التعاون الثنائي والشراكة بين الشعبين والدولتين على مدى أكثر من سبعة عقود، بدءًا من الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود والرئيس الحبيب بورقيبة، وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأكد النفطي أن زيارة الوزير السعودي تشكل خطوة جديدة نحو بناء تعاون متين، مدعوم بإرادة سياسية قوية من قادة البلدين. وشدد على أهمية ترسيخ تقاليد التنسيق السياسي للأجيال الدبلوماسية القادمة، بهدف خدمة المصالح المشتركة. كما أشار إلى أن أعمال اللجنة تتضمن برنامجًا طموحًا يعتمد على الثقة المتبادلة والرغبة المشتركة في تعزيز التعاون الاقتصادي والتقني والاستثماري، مستفيدًا من التكامل بين الخبرات التونسية والسعودية في مشاريع تنموية واعدة.
وأضاف أن تونس، التي تشهد مرحلة جديدة من البناء الوطني، تعتمد على مواردها الذاتية وتتعاون مع الدول الشقيقة، وخاصة السعودية، لتحقيق أهدافها التنموية. وصرح: “تونس تفتح ذراعيها لإخوانها السعوديين لتطوير برامج التعاون والاستثمار”.
كلمة الوزير السعودي
من جانبه، أثنى الأمير فيصل بن فرحان على متانة العلاقات التاريخية بين البلدين في مختلف المجالات، مؤكدًا حرص المملكة على تعزيز هذه العلاقات ودعم كل المبادرات التي تعزز أمن وازدهار تونس. وأوضح أن هذه الدورة تهدف إلى تعميق التشاور وتوحيد المواقف حيال القضايا الإقليمية والدولية الرئيسية.
وأعرب عن شكره لتونس على دعمها المتواصل للسعودية في المنظمات الأممية والمنتديات الدولية، مشيدًا بمستوى الزيارات الثنائية والاتفاقيات الموقعة التي تعكس جودة العلاقات. كما جدد التأكيد على دعم المملكة للجهود الرامية إلى تعزيز العمل العربي المشترك، والمساهمة في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله، والدفع نحو حلول سلمية لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.
أرقام التعاون الثنائي
قدم الوزير السعودي بيانات عن التعاون الثنائي:
- المقيمون التونسيون في السعودية: حوالي 27,000 تونسي.
- التبادل التجاري (2024): بلغ 417 مليون دولار، منها 328 مليون دولار صادرات سعودية إلى تونس، و88 مليون دولار صادرات تونسية إلى السعودية. واعتبر هذه الأرقام “مشجعة ولكن دون الطموح”، داعيًا إلى تعزيز التنسيق لرفع مستوى التبادل التجاري والاستثماري.
مذكرة تفاهم
اختتمت الدورة بتوقيع مذكرة تفاهم بين الأكاديمية الدبلوماسية الدولية في تونس ومعهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية السعودية، تهدف إلى تعزيز التعاون في تكوين الكوادر الدبلوماسية وتبادل الخبرات.
سياق العلاقات
تُعد هذه الدورة استمرارًا للزيارات الرفيعة المتبادلة، حيث استقبلت تونس في 2024 وفدًا سعوديًا برئاسة وزير الاستثمار خالد الفالح، ووقّعت اتفاقيات في مجالات الطاقة المتجددة والسياحة. كما دعمت السعودية تونس بقروض ميسرة بقيمة 500 مليون دولار عبر صندوق التنمية السعودي في 2023، مما يعكس التزام الرياض بدعم الاقتصاد التونسي.