كشف تقرير صادر عن المعهد الوطني للاستهلاك أن تونس تحتل المرتبة الأولى عربيًا في هدر الطعام، متقدمة بذلك على بقية الدول المغاربية. وتشير الإحصائيات إلى أن الفرد التونسي يهدر ما يعادل 172 كلغ من الغذاء سنويًا، بينما يصل حجم الهدر الجماعي إلى نحو 12 ألف طن سنويًا.
هدر الخبز: أزمة متفاقمة
يمثّل الخبز أحد أبرز المواد الغذائية المهدورة في تونس. ووفقًا لما صرّح به شكري بن رجب، مدير المعهد الوطني للاستهلاك، فإن حوالي 113 ألف طن من الخبز يتم التخلص منها سنويًا، وهو ما يعادل 42 كلغ لكل أسرة. وتزداد هذه الظاهرة بشكل لافت خلال شهر رمضان، حيث يتضاعف استهلاك الأسر ولكن دون تخطيط كافٍ للاستهلاك الفعلي.
حلول مقترحة للحد من الهدر
يشدد خبراء المعهد على ضرورة ترشيد الاستهلاك من خلال اقتناء الكميات اللازمة فقط وتخزينها بطرق صحيحة للحفاظ على صلاحيتها. كما دعا المختصون المؤسسات الغذائية إلى التبرع بالفائض من الإنتاج للجمعيات الخيرية والهياكل الاجتماعية بدل التخلص منه، مع التأكيد على أهمية اعتماد تقنيات التبريد والتخزين المناسبة لتمديد عمر الأغذية.
الحد من هدر الغذاء في تونس لم يعد خيارًا بل ضرورة وطنية، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، والتحديات المرتبطة بالأمن الغذائي والمائي.