احتفلت تونس، اليوم الإثنين 20 أكتوبر 2025، بالذكرى الـ198 للعلم الوطني، الذي يُعد رمزًا للسيادة والوحدة الوطنية لكل التونسيين. وكما جرت العادة كل عام، تخلل الاحتفال فعاليات شعبية وثقافية في مختلف أنحاء البلاد، تكريمًا لواحد من أقدم الأعلام في العالم العربي.
أمس الأحد، تجمع العديد من المواطنين في شارع الحبيب بورقيبة بقلب العاصمة تونس، في فعالية نظمتها جمعية “تراثنا” تحت عنوان “خرجة العلم”. شهدت هذه التقليدية السنوية تعاونًا بين الكشافة التونسية والهلال الأحمر التونسي وعدة جمعيات ثقافية، مما أضفى على الحدث أجواءً احتفالية مميزة.
رمز غني بالتاريخ
- نشأة العلم: صدر قرار إنشاء العلم التونسي في 20 أكتوبر 1827 بأمر من الحسين الثاني باي، مما جعل تونس أولى الولايات العثمانية التي تمتلك علمًا خاصًا بها. وتم اعتماده رسميًا في عام 1831، وبقي دون تغيير على مدى قرنين تقريبًا.
- جذور تاريخية: تعود فكرة العلم إلى عهد الحفصيين، الذين استخدموا “سنجقًا” ثلاثي الألوان (أحمر، أخضر، أبيض) لأساطيلهم وعلاقاتهم الدبلوماسية. خلال الحروب بين الأتراك والإسبان، تم تكريس هذا السنجق في الزوايا لحمايته.
- الرمزية التاريخية: تجسد الألوان الثلاثة للسنجق الحسيني إرث كل من الصنهاجيين (الأحمر)، والفاطميين (الأخضر)، والأغالبة (الأبيض)، لتشكل أساس العلم التونسي الحديث.
- التصميم الحالي: بحسب الدستور التونسي، العلم أحمر اللون، ويتوسطه دائرة بيضاء تحتوي على هلال أحمر ونجمة خماسية حمراء، رمزًا للوحدة والهوية الوطنية. وقد حدد القانون الأساسي رقم 99-56 بتاريخ 30 يونيو 1999 أبعاده ونسب تصميمه بدقة.
أهمية الاحتفال
يُمثل هذا اليوم فرصة للتونسيين لتجديد ارتباطهم بتاريخهم وهويتهم الوطنية، حيث يعكس العلم إرثًا ثقافيًا وسياسيًا يمتد عبر قرون. الفعاليات التي تقودها الجمعيات المدنية، مثل “خرجة العلم”، تعزز من قيم المواطنة وتُبرز الفخر بهذا الرمز الذي صمد أمام اختبارات الزمن.