سلّمت حركة حماس رسميًا ردها إلى الوسطاء بشأن المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا في قطاع غزة، وذلك في إطار المحادثات غير المباشرة الجارية حاليًا في الدوحة.
وأفادت الحركة، في بيان نُشر على قناتها الرسمية عبر “تلغرام”، أنها قدمت ردها ورد باقي الفصائل الفلسطينية إلى الأطراف الوسيطة، دون الكشف عن مضمون الرد تفصيلًا، مكتفية بالإشارة إلى أن المطالب جاءت في إطار رؤية وطنية موحّدة.
وأكّد مصدران فلسطينيان مطّلعان على سير المفاوضات أن الرد تضمّن تعديلات جوهرية، تهدف إلى الوصول إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار، وليس مجرد هدنة مؤقتة. وأوضح أحد المصدرين أن الوثيقة التي قدّمتها حماس تناولت ملفات محورية، أبرزها ضمان تدفق المساعدات الإنسانية، ووضع آلية انسحاب إسرائيلية واضحة من القطاع، إضافة إلى ضمانات دولية لعدم استئناف العدوان.
كما شددت الحركة، بحسب المصادر، على ضرورة تعديل خرائط الانسحاب المقترحة، حيث طالبت بانسحاب الجيش الإسرائيلي من التجمعات السكنية وطريق صلاح الدين، مع الإبقاء على تواجد محدود بعمق لا يتجاوز 800 متر في بعض المناطق الحدودية، كحل مؤقت.
وتضمّن رد حماس أيضًا مطلبًا بتوسيع صفقة تبادل الأسرى، من خلال الإفراج عن عدد أكبر من الفلسطينيين المحكوم عليهم بأحكام مؤبدة أو عالية، مقابل الإفراج عن جنود إسرائيليين أحياء.
من جهته، وصف مسؤول فلسطيني مطّلع على مجريات الحوار رد الحركة بأنه “إيجابي وواقعي”، ويعكس جدية الفصائل الفلسطينية في الوصول إلى اتفاق متوازن يضع حدًا دائمًا للحرب المستمرة منذ شهور في القطاع.
ويُنتظر أن تدرس الأطراف الوسيطة، وعلى رأسها قطر ومصر والولايات المتحدة، الملاحظات والتعديلات التي طرحتها حماس، وسط تصاعد الدعوات الدولية لإنهاء الأزمة المتفاقمة في غزة، التي باتت تعاني من كارثة إنسانية غير مسبوقة.