أوضح رئيس الوزراء الفرنسي المستقيل سيباستيان لوكرني أن قراره بالاستقالة جاء نتيجة فشل الأحزاب السياسية في التوافق وتجاوز طموحاتها الحزبية من أجل مصلحة فرنسا، مؤكدًا أنه ”لا يمكن لرئيس وزراء أن يستمر في منصبه إذا كانت الظروف غير مواتية لذلك“.
وفي خطاب الوداع الذي ألقاه من شرفة مبنى الحكومة في باريس، قال لوكرني:
”خلال الأسابيع الثلاثة الماضية حاولت تهيئة الظروف التي تُمكّننا من تمرير ميزانية الدولة والضمان الاجتماعي، ومعالجة القضايا العاجلة التي لا يمكن انتظارها حتى الانتخابات الرئاسية عام 2027.“
وأضاف أن الأحزاب الفرنسية تتصرف كما لو أن كل منها يملك ”الأغلبية المطلقة“ في الجمعية الوطنية، مشيرًا إلى أن الأنانية السياسية والصراعات الانتخابية المبكرة جعلت من المستحيل تشكيل ائتلاف مستقر أو حكومة توافقية.
وأكد لوكرني أنه كان مستعدًا لتقديم تنازلات، لكن ”كل حزب أراد فرض برنامجه على الآخرين“، داعيًا في ختام كلمته السياسيين الفرنسيين إلى تغليب مصلحة البلاد على المصالح الحزبية.
وكان سيباستيان لوكرني قد تولى رئاسة الحكومة الفرنسية في 9 سبتمبر 2025 خلفًا لفرانسوا بايرو. وقدم تشكيل حكومته الجديدة في 5 أكتوبر، قبل أن يتقدم باستقالته رسميًا صباح 6 أكتوبر إلى الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي قبلها فورًا.
وبذلك، يكون لوكرني قد شغل منصبه لمدة 27 يومًا فقط — وهي أقصر فترة لرئيس وزراء في تاريخ الجمهورية الفرنسية الحديثة.