Table of Contents
أكد سفير سلطنة عمان لدى الجمهورية التونسية، هلال بن عبد الله السنانـي، أن العلاقات العمانية التونسية، التي تعود إلى أكثر من 54 عامًا، تُعدّ نموذجًا متميزًا للتعاون العربي الثنائي، لما تتسم به من متانة تاريخية وتطابق في الرؤى والتوجهات بين قيادتي البلدين، في إطار الأهداف الاستراتيجية لرؤية عمان 2040، الرامية إلى بناء اقتصاد متنوّع ومنفتح على التجارب الإقليمية والدولية.
مرحلة جديدة في مسار العلاقات
وفي حوار أدلى به لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (TAP)، أوضح السفير العُماني أن المرحلة الحالية تمثل ديناميكية جديدة في العلاقات بين البلدين، تماشياً مع توجهات رؤية عمان 2040، التي أطلقها السلطان هيثم بن طارق آل سعيد. واعتبر أن هذه المناسبة تُعد فرصة لاستحضار أبرز المحطات التي طبعت هذا المسار الممتد لأكثر من خمسة عقود.
وأشار إلى أن التعاون الثنائي تجسّد من خلال توقيع أكثر من 44 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي شمل مجالات عدة مثل التعليم، الثقافة، الإعلام، الاستثمار، الصحة والطاقة.
تنسيق سياسي ودبلوماسي وثيق
أبرز السفير أن العلاقات العمانية التونسية شهدت تطورًا مستمرًا على مدى العقود الماضية، مدفوعة بتقارب الشعوب والقيادات، إلى جانب العمل المشترك عبر اللجنة العليا المشتركة العمانية التونسية. كما نوّه إلى أن هناك تنسيقاً متزايداً بين الجانبين في القضايا الإقليمية والدولية، خاصة في ظل تقارب الرؤى حول السلام، الاستقرار، والقضية الفلسطينية.
التعاون الاقتصادي وتبادل الخبرات
اقتصادياً، أشار السفير إلى سعي السلطنة إلى تعزيز التبادلات التجارية مع تونس، مستشهداً بزيارة وفد من رجال الأعمال العُمانيين إلى تونس في جانفي 2025، والتي أسفرت عن توقيع عدة اتفاقيات مع شركاء تونسيين. واعتبر أن حجم التبادل التجاري لا يزال دون المأمول، رغم توفر الإمكانات.
الطاقة المتجددة: أولوية مشتركة
وفي مجال الطاقات المتجددة، نوّه السفير إلى أن اجتماع اللجنة المشتركة في مسقط في جانفي 2024 ركّز على أهمية تعزيز التعاون في الطاقة النظيفة من خلال ورشات تدريب وتبادل خبرات. كما أشار إلى زيارة الشركة التونسية للكهرباء والغاز (STEG) إلى عمان، وتوقيعها اتفاقية تعاون مع شركة “اتحاد أنوار المجد”، وهو ما يعكس التوجه نحو اقتصاد مستدام مشترك.
الثقافة والتعليم في قلب التعاون
في الشق الثقافي، تحدث السفير عن مشاركة سلطنة عمان في مهرجان قرطاج الدولي 2025، إلى جانب برامج تعاون في المسرح والفنون التشكيلية والرياضة. كما أعلن عن مشروع ترميم معالم أثرية تونسية بمساهمة خبراء عمانيين، تأكيداً على التزام البلدين بحماية التراث.
وفي مجال التعليم العالي والبحث العلمي، أشار إلى تزايد عدد الطلبة العمانيين في الجامعات التونسية، وتوجه السفارة نحو إطلاق برامج منح وتوأمة جامعية، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.
الجالية التونسية في عمان: اندماج ومساهمة فاعلة
أشاد السفير بدور الجالية التونسية النشطة في عمان، واصفًا إياها بأنها جزء لا يتجزأ من النسيج المجتمعي العُماني، خاصة في قطاعات الصحة والتعليم والاستثمار، مضيفاً أن المنتجات التونسية الثقافية والحرفية تحظى بشعبية متزايدة في الأسواق العمانية.
وفي ختام تصريحه، جدّد السفير تأكيده على أن البلدين يتقاسمان نفس المواقف حيال القضايا الإقليمية، خاصة دعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى البيانات المشتركة الصادرة عن وزارتي الخارجية منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023.