أعلنت السلطات الفرنسية عن إغلاق فوري لمتحف اللوفر في باريس عقب وقوع عملية سرقة جريئة استهدفت مقتنياته التراثية. ووصفت الواقعة بأنها انتهاك صارخ للتراث الثقافي، مما أثار موجة من القلق والتساؤلات حول أنظمة الحماية في أحد أعرق المتاحف عالميًا.
أكدت رشيدة داتي، وزيرة الثقافة الفرنسية، أن الحادثة اندلعت صباح الأحد الماضي مع بداية ساعات الزيارة، مشيرة إلى أنها كانت على الموقع مباشرة أثناء انطلاق التحقيقات الأولية للشرطة. وأوضحت أن اللوفر، الذي يستقطب ملايين الزوار سنويًا، أغلق أبوابه مؤقتًا لتسهيل عمليات التفتيش والأمن.
وفقًا للمعلومات المتداولة في الإعلام الفرنسي، نجح ثلاثة أشخاص يرتدون أقنعة في استغلال مصعد بضائع يخضع للصيانة للتسلل نحو قاعة أبولو، حيث تُعرض بقايا المجوهرات الإمبراطورية الفرنسية. ركز اللصوص على قطع مرتبطة بنابليون بونابرت وزوجته الإمبراطورة جوزفين، في عملية تذكر بأفلام الجريمة الدرامية.
- طريقة التنفيذ: قام الجناة بتحطيم الزجاج الواقي واستخدام مناشير مزودة بمحركات بنزين للوصول إلى الخزانات المعروضة داخلها.
- الغنيمة: حمل اللصوص تسع قطع ثمينة، تشمل بروشات مزخرفة، قلائد جواهر، وتيجان الإمبراطورة جوزفين، قبل أن يغادروا المكان على متن دراجات نارية سريعة.
- تطورات فورية: عثرت الشرطة على واحدة من القطع المفقودة قرب موقع الحادث، حيث سقطت أثناء الهروب، وهي تاج الإمبراطورة يوجينيا، كما أفادت داتي في تصريح تلفزيوني مباشر.
لم يتم الإعلان بعد عن تقييم مالي دقيق للخسائر، إلا أن القطعة الأبرز في القاعة – ماسة “ريجنت” الشهيرة بوزن 140 قيراطًا – بقيت في مكانها دون أذى. ومع ارتفاع أسعار الذهب إلى أكثر من 4100 دولار للأونصة الواحدة، يخشى الخبراء من أن يتم تفكيك هذه المجوهرات أو إعادة صهرها لبيعها في أسواق سوداء أو لدى جامعي خاصين، مما يهدد قيمتها التاريخية الفريدة.
أشارت وزارة الداخلية الفرنسية إلى أن العملية بأكملها لم تتجاوز سبع دقائق، في إشارة إلى تخطيط محترف واستطلاع مسبق. واعتبر الرئيس إيمانويل ماكرون الحادث “اعتداءً مباشرًا على تراثنا وتاريخنا”، متعهدًا بجهود مكثفة لاسترداد المسروقات ومحاسبة الجناة، مع الإشارة إلى مشروع “نهضة اللوفر” الذي يهدف إلى تعزيز الإجراءات الأمنية.
يأتي هذا الحدث وسط موجة من السرقات التي ضربت المتاحف الفرنسية مؤخرًا، مما يثير نقاشات حول فعالية الرقابة في ظل الضغط السياحي الهائل.