Table of Contents
أسدل الستار اليوم في مدينة قابس التونسية على فعاليات الدورة السادسة من المهرجان الدولي للسينما البيئية، بعد أسبوع حافل بالعروض السينمائية والأنشطة الثقافية التي سلطت الضوء على القضايا البيئية من منظور فني توعوي. ويأتي هذا المهرجان في وقت تشهد فيه منطقة قابس تحديات بيئية خطيرة ناجمة عن التمدد الصناعي والمصانع الكبرى التي تؤثر سلبًا على البيئة الساحلية للجهة.
مشاركة دولية واسعة ورسائل بيئية قوية
شهد المهرجان مشاركة دولية متميزة من بلدان عربية وإفريقية وآسيوية وأوروبية، حيث عُرضت عشرات الأفلام التي ناقشت مواضيع التغير المناخي، استنزاف الموارد الطبيعية، وأهمية التحول نحو حلول بيئية مستدامة. وتميّزت الدورة الحالية بمشاركة ثلاثة أفلام تونسية، من أبرزها فيلم “زرِيعة”، الذي يتناول أهمية الحفاظ على البذور المحلية كوسيلة لتعزيز الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الموارد المستوردة.
الفيلم قدّم رؤية فنية تدعو للعودة إلى الطبيعة كسبيل لحماية الإنسان والبيئة، ما يعكس توجهًا متصاعدًا نحو استخدام السينما كأداة للنقد البيئي وبناء الوعي الجماعي.
ورشات تفاعلية وعروض للأطفال في قلب المدينة
لم تقتصر الفعاليات على العروض السينمائية، بل شملت أيضًا ورشًا تدريبية وحلقات نقاش شارك فيها مختصون في السينما والبيئة، وركزت على كيفية توظيف الفن السابع في نشر الثقافة البيئية وتحفيز المجتمعات المحلية على التغيير.
في بادرة لافتة، نظم المهرجان عروض دمى متحركة في شوارع قابس لإشراك الجمهور، وخاصة الأطفال، في الرسائل التوعوية، مما ساهم في توسيع دائرة التفاعل المجتمعي مع القضايا البيئية.
دعم السياحة البيئية والترويج للجنوب التونسي
وعلى هامش المهرجان، تمت برمجة زيارات ميدانية للوفود المشاركة إلى أبرز المواقع السياحية والطبيعية في ولاية قابس، في خطوة تهدف إلى الترويج للسياحة البيئية والثقافية في الجنوب التونسي، وجعل المدينة نقطة جذب للمبادرات الفنية المستدامة.
اختتام هذه الدورة يؤكد أن مهرجان قابس للسينما البيئية بات موعدًا ثقافيًا سنويًا يحمل رسالة بيئية وإنسانية، تسعى تونس من خلاله إلى تعزيز الوعي البيئي والاهتمام بالفن الملتزم بقضايا العصر.