أجريت مساء الأربعاء 26 نوفمبر 2025 في الدوحة قرعة النسخة المقبلة من كأس العرب لكرة القدم، وكانت الأنظار كلها متجهة نحو المنتخب التونسي الذي وُضع في مجموعة تبدو على الورق من أقوى وأصعب مجموعات البطولة.
وأسفرت القرعة عن وقوع “نسور قرطاج” في المجموعة الثالثة إلى جانب منتخبي فلسطين وسوريا، بالإضافة إلى الفريق الرابع الذي سيحدد لاحقاً بعد انتهاء التصفيات التكميلية. وهي مجموعة تجمع بين التحدي الرياضي الكبير والحمولة العاطفية والرمزية العربية الواضحة.
ويُنظر إلى هذه المجموعة على نطاق واسع بأنها “مجموعة الموت”، ليس فقط بسبب قوة المنافسين، بل أيضاً لأن المباريات ستحمل بعداً إنسانياً ووطنياً كبيراً، خاصة عندما يلتقي المنتخب التونسي بفلسطين، الذي أصبح رمزاً للصمود في الملاعب العربية والدولية خلال السنوات الأخيرة.
من جانبه، يدخل المنتخب السوري البطولة بطموح كبير بعد عودته القوية في التصفيات، ويملك لاعبين ينشطون في دوريات عربية وأوروبية، مما يجعله خصماً لا يُستهان به على الإطلاق.
وأعرب الإطار الفني للمنتخب التونسي عن ارتياحه للقرعة رغم صعوبتها، مؤكداً أن “اللعب أمام فلسطين وسوريا سيمنح اللاعبين دافعاً معنوياً إضافياً، وليس عبئاً”، مشدداً على أن الهدف هو تصدر المجموعة والذهاب بعيداً في البطولة.
وتاريخياً، كانت مواجهات تونس مع فلسطين وسوريا دائماً مليئة بالإثارة والندية، حيث التقى المنتخبان التونسي والفلسطيني 8 مرات رسمياً، فازت تونس في 5 منها وتعادلا في 3، بينما يتفوق المنتخب التونسي على سوريا بفارق كبير في المواجهات المباشرة (7 انتصارات تونسية مقابل فوز وحيد لسوريا).
وتُقام البطولة في قطر خلال الفترة من ديسمبر 2025 إلى يناير 2026، بالتزامن مع فترة التوقف الدولي، مما يتيح للمنتخبات استدعاء أفضل لاعبيها المحترفين في أوروبا وآسيا.
وتُعد كأس العرب فرصة ذهبية للمنتخب التونسي لاستعادة الثقة قبل انطلاق تصفيات كأس العالم 2026، خاصة بعد الإخفاق في النسخة الأخيرة من كأس أمم أفريقيا.
من المتوقع أن تشهد المباريات حضوراً جماهيرياً كبيراً، خاصة من الجاليات العربية في قطر، مع توقعات بأن تكون مباراة تونس وفلسطين الأكثر عاطفية وحماساً في دور المجموعات.