تنفّس جميع أفراد عائلة النادي الرياضي البنزرتي (CAB) الصعداء بعد صافرة النهاية في مباراة الحسم أمام أولمبيك مدنين، والتي انتهت بفوز ثمين بنتيجة 28-27، مؤكدة صعود الفريق إلى القسم الوطني “أ” بعد غياب دام لموسم واحد فقط. هذه النتيجة جاءت لتضع حدًا لكابوس الموسم الماضي، حين تعثّر الفريق أمام نفس الخصم وفي ظروف مشابهة.
المدرب وسيم الصفاقسي قاد كتيبته بكل حنكة خلال موسم لم يكن سهلاً، مليئًا بالتحديات والإصابات والضغوط. ومع ذلك، نجح الفريق في حسم بطاقة الصعود في آخر لحظة، بفضل روح قتالية عالية وأداء جماعي مميز، لتُتوَّج هذه المسيرة المتعبة بمكافأة طال انتظارها.
تألق الحارس المتألق محمد فريد وعدور في المرحلة الأولى من الموسم كان حجر الزاوية، حيث فرض الفريق سيطرته على المجموعة. أما مرحلة الـ”بلاي أوف”، فقد كانت اختبارًا صعبًا حقيقيًا بمشاركة فرق قوية مثل SCBA، أولمبيك مدنين، سايدة، وJSK، وهو ما أعطى إنجاز الصعود طابعًا استثنائيًا.
نجاح الفريق لم يكن محصورًا في المستطيل، بل تجاوزه إلى الأجواء العامة للنادي، بفضل الدعم المتواصل من رئيس النادي، الذي ظل قريبًا من اللاعبين والإطار الفني، مؤكدًا في كل مناسبة أن مكانة CAB ليست في الدرجة الثانية، بل بين الكبار. هذا الخطاب التحفيزي لعب دورًا نفسيًا مهمًا، ورفع من جاهزية اللاعبين، الذين قدموا كل ما لديهم في اللحظات الحاسمة من الموسم.
لكن هذا الصعود لا يجب أن يكون نهاية المطاف، بل بداية جديدة تتطلب المزيد من التحضير والموارد لمجاراة مستوى القسم الوطني “أ”، خصوصًا وأن كرة اليد في بنزرت ليست مجرد رياضة، بل إرث ثقافي وجماهيري عريق.
منذ أيام “الهاند” في ملعب “الباك” إلى “باب ماطر” وصولًا إلى قاعة محمد الفطناسي، كانت جماهير “الأصفر والأسود” دائمًا وفية وعاشقة لهذه اللعبة. أسماء مثل الإخوة دمني، بن رمضان كتكوت، المرحوم الشريدي، عامر الزعيبي، الإخوة نوري، بن نصر، توفيق شكرون، مخلوفة، بن جماعة، وحراس المرمى الممتازين الحاج يونس ومحمد مقراني، ما زالت محفورة في ذاكرة كل بنزرتي.
اليوم، تأمل جماهير CAB أن تستعيد تلك الأحاسيس والذكريات الجميلة، عبر هذه المجموعة الجديدة من اللاعبين، وأن تعود الكرة الصغيرة في بنزرت إلى بريقها الحقيقي.