في حادث مروّع اهتز له العالم، بقي شخص واحد فقط حيًّا من بين 242 راكبًا ومضيفًا على متن الرحلة AI171 التابعة لشركة “إير إنديا”، التي تحطمت بعد دقيقة واحدة فقط من إقلاعها من مطار أحمد آباد في الهند. الناجي الوحيد، فيشواش كومار راميش، يروي قصته من سريره في المستشفى، في شهادة تقشعر لها الأبدان.
في لحظة، تحول الحلم بالسفر إلى لندن إلى كابوس مشتعل. انفجرت الطائرة من طراز بوينغ 787 في كرة نارية هائلة بعد ارتطامها العنيف بأرض حي سكني بالقرب من المطار، لكن في خضم الحطام والنار، خرج فيشواش، البريطاني البالغ من العمر 40 عامًا، وهو ينزف ويده محترقة، ليكون المعجزة التي لا تُصدق.
التحطم وقع في لحظات خاطفة
وقع الحادث المأساوي يوم الخميس 12 يونيو في الساعة 13:39 بالتوقيت المحلي. الرحلة المتجهة من أحمد آباد إلى مطار غاتويك في لندن كانت تقلّ 229 راكبًا و12 فردًا من الطاقم. من بينهم كان فيشواش، المواطن البريطاني المنحدر من مدينة ليستر، والذي كان يسافر بصحبة شقيقه، الذي لقي حتفه في الحادث.
تحطمت الطائرة في منطقة سكنية تقع مباشرة خلف مدرج المطار، وأصابت مبانٍ مأهولة، من بينها مجمع سكني يقطنه أطباء يعملون في مستشفى مجاور. واشتعلت خزانات الوقود المملوءة بالكيروسين عند الاصطدام، مما أدى إلى انفجار هائل غطى السماء بلون البرتقالي الملتهب، في مشهد وصفه شهود بأنه “نهاية العالم”.
النجاة من المستحيل
في ظروف لا تُصدق، تمكن فيشواش من الخروج من الحطام، وهو شبه فاقد للوعي، يجرّ جسده المثقل بالجراح والدماء. “كنت أسمع صراخًا وأشعر بحرارة لا تطاق، ثم لم أعد أسمع شيئًا”، قال لاحقًا في شهادته. وأكد الأطباء أن حالته “مستقرة لكنها حرجة”، فيما بدأت تحقيقات فورية لتحديد أسباب هذا الانهيار السريع للطائرة.
تحقيقات مكثفة وأجواء من الحزن
فتحت هيئة الطيران المدني الهندية تحقيقًا عاجلاً للوقوف على ملابسات الكارثة، كما أُرسلت فرق فنية من بوينغ وخبراء أمان الطيران من المملكة المتحدة للمساهمة في كشف الأسباب. وفي حين تشير التقديرات الأولية إلى “فشل ميكانيكي مفاجئ”، لا يزال السيناريو الكامل للحادث قيد التحليل.
العائلات الثكلى توافدت على المستشفيات ومراكز الطوارئ في أحمد آباد، حيث عمّ الحزن والغضب. ووضعت السلطات الهندية فرقًا طبية ونفسية لمرافقة الناجين من ذوي الضحايا.
أما فيشواش، الذي نجا بأعجوبة، فلا يزال تحت المراقبة الطبية في غرفة معزولة بمستشفى حكومي. يقول في تصريح مقتضب: “لا أصدق أنني ما زلت حيًّا… رأيت الموت بعيني”.