أجرت فرق بحثية فلكية رصداً مكثفاً للجسم الثالث الزائر من نظام نجمي خارجي، لاستكشاف أي خصائص غير مألوفة قد تكشف أسراراً عن أصوله الكونية.
يُعد المذنب بين النجوم 3I/ATLAS مثالاً حياً على التغيرات الديناميكية أثناء عبوره النظام الشمسي، وهو أمر ليس بالمفاجأة، إذ يقترب ربما للمرة الأولى منذ ملايين أو مليارات السنين من أي نجم، وهنا الشمس. يؤدي تسخين الشمس إلى انتفاخ الغلاف الغازي المحيط بالمذنب، المعروف باسم الكوما، الذي ينشأ من تبخر المواد الجليدية في نواته. ركزت الدراسة، التي نشرت مسودتها على منصة arXiv، على تحليل هذه التحولات للكشف عن أي عناصر غير مفهومة بناءً على المعارف الحالية حول المذنبات، مع مقارنتها بالمذنب السابق 2I/Borisov والأجسام المحلية في نظامنا الشمسي، كما أوضحت مجلة Phys.
استخدم الفلكيون تلسكوب VLT الأرضي في أغسطس وسبتمبر، بعد اكتشاف المذنب بقليل، حين كان على مسافة تتراوح بين 300 و500 مليون كيلومتر من الشمس. خلال هذه الفترة، ازداد تسخين الجسم وانتفاخ غلافه بشكل ملحوظ. ركزت التحليلات على تقلبات نسبة النيكل والحديد في الكوما، وهي قياسات سبق إجراؤها لمذنبات النظام الشمسي ولـ2I/Borisov، الزائر السابق.
يُحيّر وجود هذه المعادن الفلكيين، إذ لا تكفي درجات الحرارة السطحية للمذنبات عادةً لتبخير السيليكات أو الكبريتيدات، التي تُحتفظ بها في هيكل النواة الجليدي. كانت نسبة الحديد والنيكل في 2I/Borisov مطابقة تقريباً لتلك في مذنباتنا المحلية، لكنها تفوقت بعشر مرات على نسبها في الشمس. هذا التشابه بين الزائر البين نجمي والمذنبات الأرضية يشير إلى آليات تشكل مشتركة لا ترتبط بتركيبة النجم الأم، مما يفتح أبواباً جديدة لفهم تكوّن الأجسام الجليدية في الكون.