مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة تدريجياً، يُقبل العديد من التونسيين على اتخاذ احتياطاتهم لتفادي أضرار أشعة الشمس، لاسيما في ظل تزايد الإصابة بأمراض جلدية خطيرة ناجمة عن التعرض المباشر والطويل للأشعة فوق البنفسجية.
وفي هذا السياق، حذر الدكتور معز بن سالم، رئيس الجمعية الإفريقية للأمراض الجلدية والتناسلية، في تصريح لـ”تونس الرقمية”، من خطر الإصابة بسرطان الجلد، الذي يُعد من أكثر أنواع السرطانات انتشارًا في الجسم البشري. وأوضح أن السبب الرئيسي للإصابة بهذا المرض في نحو 80% من الحالات يعود إلى التعرض المكثف والمستمر لأشعة الشمس، إلى جانب العوامل الوراثية.
وأضاف الدكتور بن سالم أن سرطان الجلد يتفرع إلى عدة أنواع، تختلف في درجة خطورتها، إذ توجد منها أشكال شديدة العدوانية، وأخرى أقل تهديدًا، مما يجعل من الضروري تجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس، خاصة عند التوجه إلى الشواطئ.
وأشار إلى أن المهنيين الذين يزاولون عملهم في الهواء الطلق وتحت أشعة الشمس لفترات طويلة، مثل عمال البناء والفلاحين، يعتبرون ضمن الفئات المعرضة بشكل كبير للإصابة بهذا المرض، مما يحتم عليهم الالتزام بإجراءات وقائية صارمة.
وعن طبيعة الأشعة فوق البنفسجية، بيّن الأخصائي أنها تنقسم إلى ثلاثة أنواع تختلف في درجة خطورتها: فالأشعة من النوع «C» هي الأشد فتكًا، لكنها لا تصل إلى سطح الأرض، في حين أن أشعة النوع «B» تصل بالفعل وتعد الأخطر على صحة الإنسان، لا سيما بين الساعة العاشرة صباحًا والرابعة بعد الظهر، وهي الفترة التي يجب تفادي التعرض للشمس خلالها قدر الإمكان. أما الأشعة من النوع «A»، التي كانت تعتبر الأقل ضررًا، فقد أثبتت الدراسات الحديثة قدرتها على إلحاق أضرار فعلية بالبشرة، كما أظهرت أبحاث أخرى أن الضوء الأزرق بدوره يمكن أن يُسبب تأثيرات سلبية على الجلد.
كيف يمكن حماية الجسم من أضرار الشمس؟
فيما يخص الوقاية، شدد الدكتور بن سالم على ضرورة تجنب الخروج في أوقات الذروة خلال فصل الصيف، والحرص على ارتداء قبعات عريضة، ملابس تغطي الجسم، ونظارات شمسية ذات جودة عالية.
وبالنسبة للأنشطة الشاطئية، نصح باستخدام المظلات الواقية من الشمس، رغم أنها لا توفر حماية تامة، نظرًا لانعكاس الأشعة الشمسية على الرمال مما يجعل تأثيرها مستمرًا حتى في الظل.
أهمية استخدام الكريمات الواقية من الشمس
وأكد الدكتور بن سالم أن استخدام كريمات الوقاية من الشمس لم يعد رفاهية، بل بات ضرورة حتمية في ظل موجات الحر الشديدة. ولفت إلى أهمية شراء هذه المنتجات من الصيدليات أو المحلات المعتمدة فقط، لضمان جودتها وتفادي المنتجات المجهولة المصدر المنتشرة في الأسواق الموازية.
وأوضح أن اختيار الكريم الواقي يجب أن يكون مبنيًا على معايير دقيقة تشمل نوع البشرة والفئة العمرية. فالكريمات المخصصة للأطفال تختلف في تركيبتها عن تلك الخاصة بالكبار، كما أن احتياجات النساء تختلف غالبًا عن الرجال، الذين يفضلون عادة المنتجات غير المرئية أو ذات القوام الخفيف.
وشدد المتحدث على أن الأشخاص المصابين بأمراض جلدية، أو الأطفال المصابين بمرض “جفاف الجلد المصطبغ” (المعروف بأطفال القمر)، يجب أن يتخذوا احتياطات استثنائية نظرًا لضعف جهازهم المناعي أمام خطر السرطان الجلدي. وينطبق ذلك أيضًا على الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي مع المرض.
وفي الختام، أوضح الدكتور بن سالم أن استخدام الكريم الواقي مرة واحدة في اليوم غير كافٍ، مشيرًا إلى ضرورة تكرار استعماله مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا لضمان حماية فعالة من تأثيرات الشمس الضارة.