Table of Contents
من جذور تونسية إلى تأثير عالمي، تمهّد الدكتورة إسلام رقيق الطريق أمام الباحثين المهمّشين في مجال الذكاء الاصطناعي الإنساني والشامل. في هذا الحوار، تشاركنا قصتها، رؤيتها، وحلمها بعِلم لا تحكمه الامتيازات.
من تونس إلى الساحة العالمية
نشأت إسلام في تونس، حيث بدأ شغفها بالعلم منذ الطفولة. رحلتها العلمية أخذتها إلى الولايات المتحدة، واسكتلندا، وتركيا، لتستقر لاحقاً في مركز IX Hub بكلية “إمبيريال كوليدج” البريطانية. في عام 2017، أسّست مختبر BASIRA، مركزًا بحثيًا للذكاء الاصطناعي وعلوم الأعصاب، بعد أن تم قبول أول ورقة بحثية لها في مؤتمر مرموق وهي لا تزال طالبة. حلمها كان بناء مختبر يُنتج حلولاً موثوقة وشاملة – وقد تحقق هذا الحلم.
ثورة في الذكاء العصبي التوليدي
يُعدّ مختبر BASIRA من الروّاد في مجال الذكاء العصبي التوليدي. فمنذ 2018، طوّرت إسلام وفريقها أولى الشبكات العصبية البيانية القادرة على توليد صور للدماغ حتى في ظروف شحيحة الموارد. ويضم المختبر اليوم أكثر من 150 منشورًا علميًا و90 مشروعًا يؤثر في مجالات تصوير الدماغ والربط العصبي (connectomics). رؤيتها واضحة: العِلم للجميع، وخاصة للمحرومين من الموارد.
ناشطة تعليمية وبحثية
بعيدًا عن المختبر، أسّست إسلام شبكة RISE لدعم الباحثين من “الجنوب العالمي”. وأشرفت على أكثر من 35 مؤتمرًا و”هاكاثون”، تُعزّز من خلالها المهارات التقنية إلى جانب الثقة بالنفس، والاستقلالية، والتفكير الفلسفي.
إنجازات رائدة
كانت إسلام أول باحثة من إفريقيا تُقبل أعمالها في مؤتمر MICCAI العالمي المتخصص في الذكاء الطبي، وهو إنجاز بارز لتونس. وتؤمن بأن النشر العلمي فعل تحرّر: “هو دليل على أنك تعلمت كيف تفكّر وتُحوّل الأفكار إلى واقع.”
ثورة في التعليم
من أجل تغيير طريقة التعلّم في تونس، أطلقت إسلام برنامجًا مكثفًا يحمل اسم 100TUNAI، نجح خلال 8 أسابيع فقط في تمكين 100 شاب من تعلّم الذكاء الاصطناعي التوليدي والنشر الأكاديمي. وتؤكد: “الموهبة موجودة في كل مكان، ما نفتقر إليه هو الفرص فقط.”
العلم بروح إنسانية
بالنسبة لإسلام، الذكاء الاصطناعي لا يتعلق بالخوارزميات فقط، بل بفهم الإنسان. ولهذا تدمج الفلسفة، الأخلاق، والعلوم الإنسانية في أعمالها، قائلة: “من دون تفكير نقدي، تفقد التكنولوجيا روحها.”
نحو مستقبل يقوده الجنوب
ترى إسلام أن مستقبل الذكاء الاصطناعي سيولد من الجنوب العالمي، لكن ذلك يتطلب تغييرات هيكلية: الاستثمار في التعليم، تدريب المعلمين، وشراكات فعلية مع القطاع الصناعي.
رسالة للشباب
رسالتها للجيل الجديد بسيطة وعميقة:
“المعرفة متاحة، لكن بدون انضباط لن تتقدم. خطوات صغيرة تقود إلى انتصارات كبيرة. آمنوا بأنفسكم. لديكم أجنحة – فحلّقوا.”