أثارت صور حديثة التقطتها كاميرا فائقة الدقة على متن محطة الفضاء الدولية حالة من الفضول والجدل، بعد أن كشفت عن تكوين غريب في قلب صحراء تونس، بدا وكأنه نقش ضخم بلغة مجهولة محفور على الرمال، ما دفع البعض إلى اعتباره رسالة مشفّرة أو دليلاً على نشاط غير معروف.
وقد تم رصد هذه التشكيلات عبر كاميرا SpaceTV-1 التابعة لشركة Sen البريطانية، المثبّتة على وحدة أوروبية بمحطة الفضاء الدولية، والتي تبث صورًا حية بدقة 4K من ارتفاع يقارب 420 كيلومترًا فوق سطح الأرض.
وفي تعليق له، قال مؤسس الشركة تشارلز بلاك:
“لقد لفت هذا التكوين انتباهنا بشدة… بدا وكأنه رسالة مشفّرة عملاقة بلغة غير معروفة على سطح الأرض.”
لكن رغم الغموض الذي أثارته الصور، قدّم فريق Sen تفسيرًا علميًا بسيطًا: ما تم التقاطه هو في الواقع نمط زراعي دقيق جرى تنفيذه بتقنيات متقدمة في بيئة صحراوية قاحلة، ويُعدّ مثالًا ملموسًا على توظيف التكنولوجيا الحديثة في مشاريع الزراعة والتنمية في المناطق الجافة.
وأشار فريق Sen إلى أن الهدف من مشاركة هذه المشاهد لا يقتصر على إثارة الانبهار البصري، بل يشمل أيضًا تشجيع الجمهور على المشاركة في الفهم والتحليل العلمي، حيث قال بلاك:
“نريد أن يشعر الناس أنهم جزء من عملية الاستكشاف، أن يطرحوا الأسئلة، ويناقشوا الاحتمالات، بدلًا من الاكتفاء بتلقي الأجوبة.”
تجدر الإشارة إلى أن شركة Sen، التي تأسست سنة 2007 في المملكة المتحدة، تسعى إلى جعل الفضاء في متناول الجميع من خلال تقديم بث حي لمشاهد الأرض والفضاء وتحليل الظواهر الكونية، وذلك باستخدام كاميرات مثبتة على وحدات تابعة لوكالة الفضاء الأوروبية ومصممة من قبل شركة “إيرباص”، وتُدار بالتنسيق مع قنوات الاتصال الخاصة بـناسا.