Table of Contents
مع اقتراب عيد الأضحى، أحد أبرز الشعائر الدينية في العالم الإسلامي، يلاحظ تراجع ملحوظ في إقبال التونسيين على شراء أضاحي العيد. هذا ما أكده أحمد العامري، رئيس الغرفة الوطنية للجزّارين، في تصريح أدلى به يوم السبت 21 ماي 2025 للإذاعة الوطنية.
الأضاحي متوفرة… لكن الإقبال ضعيف
قال العامري: “الخرفان متوفرة، لكن الطلب ضعيف”، مشيرًا إلى أن السبب الأساسي يعود إلى الأسعار المرتفعة التي تفوق قدرة الكثير من الأسر. إذ تتراوح أسعار الأضاحي هذه السنة بين 1400 و2000 دينار، وهو مبلغ يعتبره كثيرون غير معقول في ظل تدهور القدرة الشرائية واستمرار موجة الغلاء.
واقع اقتصادي يفرض تحولات اجتماعية
رغم أن عيد الأضحى لطالما شكل مناسبة للاستهلاك والتقرب إلى الله عبر الذبح، إلا أن انخفاض الطلب هذه السنة يعكس تحولًا في سلوك المستهلكين. فعدد متزايد من التونسيين اختار إما التخلي عن الأضحية، أو الالتجاء إلى حلول بديلة، مثل الشراء الجماعي، أو إجراء الذبح في المناطق الريفية، أو حتى تأجيل أو إلغاء الشعيرة بشكل كلي.
محاولات لإنعاش السوق
في محاولة لإنقاذ الموسم، أعلن العامري عن فتح نقاط بيع إضافية في عدد من الولايات لتسهيل الوصول إلى الأضاحي. غير أن التساؤل يبقى مطروحًا: هل تكفي هذه الإجراءات لتغيير المعطيات الميدانية؟
هل نحن أمام تحوّل دائم؟
قد يشير هذا العزوف النسبي إلى بداية تحول اجتماعي في علاقة التونسيين بالطقوس الدينية، حيث أصبحت تُقَيَّم بناءً على المعطيات الاقتصادية أكثر من الالتزام التقليدي. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل هذا التراجع ظرفي، أم بداية لمرحلة جديدة يعاد فيها التفكير في الطقوس في ضوء الواقع المعيشي المتغير؟