ليلة موسيقية استثنائية عاشها جمهور مهرجان الحمامات الدولي مساء الثلاثاء 30 يوليو 2025، مع الفرقة الإسبانية النسائية “لاس ميغاس” التي قدّمت عرضًا مبهجًا، احتفى بروح الفلامنكو العصري ممزوجًا بإيقاعات الجاز والموسيقى الغجرية والبوسا نوفا.
الفرقة المؤلفة من أربع فنانات، اعتلين المسرح بكامل الأناقة والبساطة، شعورهن تتراقص في الهواء في ليلة ساحلية عاصفة، وقد رحبن بجمهورهن التونسي بلغة إسبانية دافئة، في أول لقاء لهن مع محبيهن في تونس.
افتتحت “لاس ميغاس” العرض بمقطوعة “غريتو”، التي عكست هدوءًا موسيقيًا مترفًا، قبل أن ينتقلن إلى مقطوعات أكثر إيقاعًا وتأثيرًا مثل:
- Pena, Penita, Pena
- Una, Mica, Mès
- La Trincheda Helada
وخصصت الفنانات لحظة مؤثرة لتوجيه تحية لتونس – “Tunez” بالإسبانية – مشيدات بما يجمع البلدين من تاريخ متوسطّي وثقافة مشتركة. ولم تغب المواضيع الإنسانية في أعمالهن، حيث قدّمن أغنية Agua التي تتغنى بالماء، وأنهين السهرة برائعة Mediterráneo وAntonia.
تواصلهن مع الجمهور كان بلغات عدة، بين الإسبانية والفرنسية، حيث عبّرن عن امتنانهن لجمهور الحمامات بلغة فرنسية بسيطة ولكن جذابة، أسرت قلوب الحاضرين.
الفرقة التي تأسست عام 2004 في إسبانيا، لمع نجمها على أكثر من 50 مسرحًا حول العالم، ونجحت في التوفيق بين الإرث التقليدي للفلامنكو وروح العصر الحديثة. تقود الفرقة مارتا روبليس، وهي عازفة بارزة وصاحبة رؤية موسيقية تمزج بين الحداثة والتقاليد.
تتبنى “لاس ميغاس” قضايا المرأة والحرية والحب، وتحولت إلى أيقونة للفلامنكو المعاصر، حيث نالت ترشيحات وجوائز في Latin Grammy Awards، ما يعكس مدى تقدير الجمهور العالمي لفنّهن النابض بالحياة.
وليلة 30 يوليو لم تكن حكرًا على الإيقاعات الإسبانية، إذ استضاف مسرح الحمامات أيضًا النجم التونسي لطفي بوشناق، ليمنح السهرة تنوّعًا موسيقيًا فريدًا يمزج بين الطرب التونسي الأصيل والفلامنكو المتوسطي.
في مهرجان الحمامات، تتبدّل النغمات كل ليلة، لكن سحر الجمهور يبقى ثابتًا.