Table of Contents
أفادت صحيفة “واشنطن بوست”، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفض الموافقة على حزمة مساعدات عسكرية لتايوان بقيمة 400 مليون دولار، في إطار مساعيه للتوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين وإمكانية عقد قمة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ. وتأتي هذه الخطوة في سياق دبلوماسي حساس، حيث تسعى إدارة ترامب إلى تحقيق توازن بين دعم حلفائها والتفاوض مع بكين.
تفاصيل حزمة المساعدات
وفقاً لمصادر الصحيفة، تضمنت الحزمة العسكرية ذخائر وطائرات بدون طيار، تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية لتايوان في مواجهة التوترات المتزايدة في مضيق تايوان. ومع ذلك، أوضح متحدث باسم البيت الأبيض أن القرار بشأن هذه المساعدات لم يُحسم نهائياً، مما يترك الباب مفتوحاً لاحتمال إعادة النظر في المستقبل بناءً على تطورات المفاوضات مع الصين.
سياق القرار
يأتي هذا القرار في ظل سياسة خارجية معقدة يتبعها ترامب تجاه الصين وتايوان. فقد أطلق في وقت سابق من عام 2025 حرباً تجارية جديدة مع بكين، شملت فرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات الصينية بنسبة تصل إلى 125%، وفقاً لتقارير سابقة. ومع ذلك، يبدو أن ترامب يسعى إلى تخفيف التوترات في بعض المجالات، حيث خفف القيود على تصدير أشباه الموصلات إلى الصين وقلص الاتصالات مع تايوان، بما في ذلك إلغاء زيارات عسكرية رفيعة المستوى وثني الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي عن زيارة الولايات المتحدة.
ضغوط على تايوان
في مارس 2025، نقلت “واشنطن بوست” عن وثيقة سرية لوزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، أن الصين تُعتبر التهديد الرئيسي الذي يجب أن تركز عليه الولايات المتحدة، مع اعتبار احتمال غزو صيني لتايوان السيناريو الأساسي. ودعت الوثيقة إلى الضغط على تايوان لزيادة إنفاقها الدفاعي بشكل كبير، حيث طالب ترامب وحلفاؤه الجزيرة بتخصيص ما يصل إلى 10% من ناتجها المحلي الإجمالي للدفاع، وهي نسبة تفوق بكثير ما تنفقه الولايات المتحدة (3.5%) أو حلفاؤها في الناتو. ويخطط تايوان حالياً لرفع إنفاقها الدفاعي إلى 3.3% من الناتج المحلي في 2026، مع هدف الوصول إلى 5% بحلول 2030.
ردود الفعل
أثار قرار ترامب قلقاً بين المحللين، حيث يرون أنه يمثل تحولاً في سياسة واشنطن تجاه تايوان، التي كانت تتلقى دعماً عسكرياً سنوياً بقيمة مليار دولار من الكونغرس. وأشار خبراء إلى أن هذا القرار قد يضعف موقف تايوان في مواجهة التهديدات الصينية، خاصة مع تقارير المخابرات الأمريكية التي تفيد بأن شي جين بينغ أمر الجيش الصيني بتعزيز استعداداته لاحتمال غزو تايوان بحلول 2027.
خلفية دبلوماسية
تتزامن هذه الخطوة مع محادثات هاتفية مرتقبة بين ترامب وشي جين بينغ يوم 19 سبتمبر 2025، تهدف إلى مناقشة مصير تطبيق “تيك توك” في الولايات المتحدة وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين. ويُنظر إلى قرار ترامب على أنه محاولة لإظهار مرونة تجاه الصين، التي تعتبر تايوان جزءاً من أراضيها وتعارض بشدة أي دعم عسكري لها.