ترامب يوقّع مرسومًا لبيع تيك توك: من سيدير المنصة وما التغييرات المتوقعة؟

14

في خطوة هامة، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس 25 سبتمبر 2025 مرسومًا تنفيذيًا يسمح ببيع منصة تيك توك الأمريكية إلى مجموعة من المستثمرين الأمريكيين، في إطار صفقة تهدف إلى معالجة مخاوف الأمن القومي. جاء هذا الإعلان خلال بث مباشر من البيت الأبيض، حيث أكد ترامب أن الصفقة حصلت على موافقة الرئيس الصيني شي جين بينغ، وتقدّر قيمتها بـ14 مليار دولار، وفق تصريحات نائب الرئيس جيه دي فانس.

تفاصيل الصفقة

• إدارة المنصة: ستُدار تيك توك في الولايات المتحدة من خلال شركة مشتركة جديدة يقودها مستثمرون أمريكيون، بينما لن تتجاوز حصة الشركة الأم الصينية بايت دانس 20% من الأسهم، وذلك للامتثال لقانون أمريكي صدر عام 2024 يطالب ببيع الأصول الأمريكية لتيك توك أو حظرها بحلول يناير 2025.
• دور أوراكل: ستتولى شركة أوراكل، بقيادة مؤسسها لاري إليسون، دورًا رئيسيًا في إدارة الأمن السيبراني وتخزين بيانات المستخدمين الأمريكيين على بنية تحتية سحابية في الولايات المتحدة. كما ستتحكم الشركة المشتركة في خوارزمية التوصية الخاصة بتيك توك، التي ستُعاد تدريبها ومراقبتها بواسطة شركاء أمنيين موثوقين في الولايات المتحدة.
• المستثمرون: إلى جانب أوراكل، يشمل المستثمرون شركة سيلفر ليك الاستثمارية، وصندوق MGX الإماراتي، إضافة إلى أسماء بارزة مثل روبرت مردوخ ولاشلان مردوخ من مجموعة فوكس، ومايكل ديل، الرئيس التنفيذي لشركة ديل تكنولوجيز. لم يتم الكشف عن القائمة الكاملة للمستثمرين بعد، لكن ترامب وصف المجموعة بأنها “مستثمرون متميزون ووطنيون أمريكيون”.

التغييرات المتوقعة

1. السيطرة على الخوارزمية: أكد نائب الرئيس جيه دي فانس أن المستثمرين الأمريكيين سيتحكمون في خوارزمية تيك توك، التي تُعد العمود الفقري لنجاح المنصة بفضل قدرتها على تخصيص المحتوى. سيتم إعادة تدريب الخوارزمية باستخدام بيانات أمريكية فقط، مع مراقبة مستمرة لضمان “حماية بيانات المستخدمين الأمريكيين ومنع التلاعب بالمحتوى أو الدعاية الأجنبية”.
2. حماية البيانات: لن تحتفظ الشركة الجديدة ببيانات حساسة للمستخدمين الأمريكيين، وسيتم تخزين جميع البيانات على خوادم أوراكل في الولايات المتحدة، مما يضمن حماية خصوصية المستخدمين البالغ عددهم 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة.
3. إدارة المحتوى: ستتولى الشركة المشتركة مراقبة محتوى تيك توك، مع التركيز على ضمان “المعاملة العادلة” لجميع وجهات النظر. وعندما سُئل ترامب عما إذا كان يرغب في أن تركز الخوارزمية على محتوى داعم لتيار “ماجا” (MAGA)، أجاب: “أحب محتوى ماجا، لكن الجميع سيُعامل بإنصاف، بما في ذلك كل مجموعة وفلسفة وسياسة”.
4. مجلس الإدارة: ستُدار الشركة الجديدة بمجلس إدارة مكون من سبعة أعضاء، ستة منهم أمريكيون، مع تعيين عضو واحد من قبل بايت دانس، لضمان السيطرة الأمريكية الكاملة.

خلفية الصفقة

• القانون الأمريكي: في أبريل 2024، وقّع الرئيس السابق جو بايدن قانونًا يلزم بايت دانس ببيع أصول تيك توك الأمريكية أو مواجهة حظر المنصة بحلول يناير 2025، بسبب مخاوف من إمكانية وصول الحكومة الصينية إلى بيانات المستخدمين أو التأثير على المحتوى.
• تأجيل الحظر: أرجأ ترامب تنفيذ الحظر أربع مرات منذ توليه الرئاسة في يناير 2025، آخرها تمديد لـ120 يومًا إضافية حتى منتصف يناير 2026، لإتاحة الوقت لإتمام الصفقة.
• مفاوضات مع الصين: أكد ترامب أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أعطى موافقته على الصفقة خلال مكالمة هاتفية، مشيرًا إلى أن المفاوضات واجهت “بعض المقاومة” من الجانب الصيني، لكن تم التوصل إلى تسوية. ومع ذلك، لا تزال الصفقة بحاجة إلى موافقات تنظيمية نهائية من الصين.

التحديات المستقبلية

• الموافقات التنظيمية: على الرغم من تفاؤل إدارة ترامب، قد تواجه الصفقة عقبات بسبب البيروقراطية الصينية، حيث تتطلب موافقة نهائية من بكين، خاصة أن الصين أدرجت خوارزميات مثل تلك المستخدمة في تيك توك ضمن قائمة التحكم في الصادرات.
• مخاوف الانحياز: أثيرت تساؤلات حول تأثير مستثمرين مثل لاري إليسون، وهو حليف بارز لترامب، على محتوى المنصة، مع مخاوف من إمكانية توجيه الخوارزمية نحو تفضيلات سياسية معينة.
• تجربة المستخدم: لن يحتاج المستخدمون الأمريكيون إلى تنزيل تطبيق جديد، لكن التغييرات في الخوارزمية قد تؤثر على تجربة المستخدم، خاصة إذا تغيرت طريقة تخصيص المحتوى.

التأثير المتوقع

• الأمن القومي: تؤكد إدارة ترامب أن الصفقة ستضمن حماية بيانات المستخدمين الأمريكيين من أي تدخل أجنبي، مما يعالج المخاوف التي أدت إلى فرض القانون في 2024.
• الاقتصادي: ستحافظ الصفقة على استمرارية تيك توك، التي تدعم آلاف الوظائف والشركات الصغيرة في الولايات المتحدة، مع توقعات بتحقيق إيرادات ضريبية كبيرة.
• الشعبية: يُعزى دعم ترامب لتيك توك جزئيًا إلى دور المنصة في تعزيز حملته الانتخابية لعام 2024، حيث ساعدته في الوصول إلى الناخبين الشباب، مع 15 مليون متابع على حسابه الشخصي.