شهدت أسعار النفط استمراراً في الهبوط اليوم، بعد تراجعها بنسبة 1.6% في الجلسة السابقة، مع تلاشي علاوة المخاطرة الجيوسياسية التي كانت تُدعم الارتفاعات السابقة، على خلفية التقدم في مفاوضات السلام بغزة. وفقاً لتقارير رويترز، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت إلى 65.15 دولاراً للبرميل بحلول صباح الجمعة، بينما هب خام غرب تكساس الوسيط إلى 61.49 دولاراً، مما يعكس عودة التركيز إلى الديناميكيات الأساسية للعرض والطلب.
تأثير الاتفاق السلمي في غزة يُعزى هذا التراجع بشكل أساسي إلى الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، ضمن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. يشمل الاتفاق وقفاً فورياً للقتال، وانسحاباً جزئياً للقوات الإسرائيلية من غزة، إلى جانب تبادل يُطلِق سراح رهائن حماس مقابل مئات السجناء الفلسطينيين. “أعاد هذا الاتفاق التركيز إلى الفائض المتوقع في النفط، حيث تروّج أوبك+ لتقليص تخفيضات الإنتاج”، أوضح المحلل في بنك ANZ، دانيال هاينز، مشيراً إلى أن التهدئة الجيوسياسية أزالت عامل الدعم الرئيسي للأسعار.
دور أوبك+ في التوازن في الوقت نفسه، خفّف قرار أوبك+ الأخير بزيادة الإنتاج في نوفمبر من مخاوف الفائض الشديد، حيث كانت الزيادة أقل من التوقعات. أكد محللو BMI: “لم تؤد التوقعات بزيادة حادة في الإمدادات إلى انخفاض كبير في الأسعار”، مما يُشير إلى استقرار نسبي رغم الضغوط الهبوطية. ومع ذلك، ارتفعت الأسعار يوم الأربعاء بنحو 1% إلى أعلى مستوياتها الأسبوعية، مدفوعة بركود المفاوضات السلمية في أوكرانيا، والتي قد تُطيل العقوبات على روسيا، أحد أكبر مصدري النفط.
عوامل إضافية تضغط على الأسعار تُساهم مخاوف إغلاق الحكومة الأمريكية المطول في زيادة الضغط الهبوطي، حيث يُخشى من تراجع الطلب في أكبر مستهلك عالمي للنفط. كما أن اتفاق سفراء الاتحاد الأوروبي في 8 أكتوبر على تمديد خطة وقف استيراد النفط والغاز الروسي حتى 2028 يُعزز الضغط على موسكو، لكنه لم يكن كافياً لدعم الأسعار بشكل كبير. أبدت دول مثل المجر وسلوفاكيا تحفظات، لكن الإجماع الأوروبي يُشير إلى تنفيذ سهل نسبياً.
التوقعات المستقبلية مع استمرار التهدئة في الشرق الأوسط، يتوقع المتخصصون تراجعاً إضافياً في الأسعار إذا أكدت أوبك+ زيادة الإنتاج. ومع ذلك، قد تُعيد ركود المفاوضات في أوكرانيا الدعم للأسعار، مما يجعل السوق عرضة للتقلبات الجيوسياسية