بدأ عمال البناء في واشنطن تفكيك أجزاء من الجناح الشرقي للبيت الأبيض لتنفيذ رؤية شخصية للرئيس دونالد ترامب، الذي يطمح في بناء قاعة رقص فاخرة بتكلفة تصل إلى 250 مليون دولار أمريكي. رغم تأكيدات ترامب السابقة بأن الإنشاءات لن تؤثر على الهيكل التاريخي، أطلقت الحفارات عمليات الهدم فعليًا، مما أثار جدلاً واسعًا حول الحفاظ على التراث الوطني.
وفقًا لتقارير من صحيفة واشنطن بوست، انطلقت آلات التحطيم في 20 أكتوبر، حيث بدأت في تفكيك جزء من الواجهة الشرقية للمبنى الرئاسي. وصف شهود عيان المشهد بأنه “مؤثر”، إذ كان صوت الحفارات يتردد عبر المجمع الحكومي بأكمله، مع تمزيق هياكل قديمة حرفيًا أمام أعين الزوار. أفاد متحدث باسم البيت الأبيض، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، بأن الأعمال الرسمية اندلعت هذا الأسبوع، بعد أن امتدت التحضيرات – خاصة تلك المتعلقة بحماية العناصر التاريخية – منذ سبتمبر الماضي.
تاريخ الجناح الشرقي وخطط الإنشاء الجديدة
أُقيم الجناح الشرقي لأول مرة عام 1902، وشهد إضافات كبيرة في 1942 ببناء طابق ثانٍ إضافي. وفقًا للمسؤولين، خضع لإعادة بناء متعددة على مر السنين، مما يجعله مرناً للتعديلات. يهدف مشروع ترامب إلى إنشاء قاعة رقص جديدة تتسع لنحو 650 شخصًا، أي ثلاثة أضعاف سعة القاعة الشرقية الحالية، مع تصميم معماري مستوحى من قصر مار-أ-لاغو الخاص بترامب في فلوريدا، ليصبح المكان مساحة للاحتفالات الراقية واللقاءات السياسية.
في تصريح له خلال الصيف الماضي، أكَّد ترامب أنَّ “لن يؤثر ذلك على المبنى الحالي. سيكون بجانبه، لكنه لن يمسه. سيكون ذلك مع الاحترام الكامل للمبنى الحالي، الذي أحبه كثيرًا”، في يوليو. لكن الواقع يشير إلى تفكيك كامل للجناح، مما يثير تساؤلات حول مدى الحفاظ على الطابع التاريخي للموقع.
تمويل المشروع وانتقادات سياسية
يُغطى التمويل من خلال تبرعات خاصة، حيث جمع ترامب نحو 25 مليون دولار من شركات عملاقة مثل أبل وأمازون ولوكهيد مارتن وكوينبيز. خلال عشاء مع قادة قطاعات التكنولوجيا والمالية والدفاع الأسبوع الماضي، تفاخر الرئيس بأنَّ القاعة ستُصبح “رمزًا جديدًا لعظمة أمريكا”.
أثار الإعلان موجة من الانتقادات السياسية، خاصة من الخصوم. قال حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم إنَّ “قاعة رقص بملايين الدولان ليست ما يحتاجه الشعب الأمريكي في الوقت الحالي”، مشيرًا إلى الأولويات الاقتصادية والاجتماعية الأكثر إلحاحًا في ظل التحديات الحالية.
يُعد هذا المشروع خطوة جريئة تعكس أسلوب ترامب في دمج الرؤى الشخصية مع الرموز الوطنية، لكنه يُثير مخاوف بشأن التكلفة والحفاظ على الإرث الثقافي للبيت الأبيض كأيقونة أمريكية.