أطلقت تونس وإيطاليا رسميًا، الإثنين، مشروع “تانيت” الاستراتيجي لاستغلال مياه الصرف الصحي المعالجة، ضمن برنامج “ماتي لإفريقيا” الإيطالي. يهدف المشروع إلى تعزيز الصلابة المائية والزراعية، ودعم الانتقال نحو اقتصاد أكثر استدامة، في سياق التحديات البيئية المتزايدة.
إدارة مستدامة للمياه أقيمت مراسم الإطلاق في تونس بحضور سكرتير الدولة للموارد المائية حمادي حبيب، ووفد إيطالي رفيع يمثل السفارة الإيطالية، الوكالة الإيطالية للتعاون التنموي، صندوق الودائع والإيداعات الإيطالي، ومعهد الزراعة المتوسطي في باري.
يتمحور مشروع “تانيت” حول ثلاثة محاور رئيسية:
- معالجة وإعادة استخدام مياه الصرف للأغراض الزراعية.
- دعم البحث والابتكار في إدارة الموارد المائية.
- تكوين الفاعلين الزراعيين لاستخدام فعال للموارد.
نطاق وطني واسع أكد حمادي حبيب أن التعاون “يحمل أهمية استراتيجية في سياق الضغط المائي المتزايد”، مشيرًا إلى أنه سيساهم في استغلال أفضل للموارد غير التقليدية ودعم الجهود الوطنية لزراعة مستدامة ومرنة. يغطي المشروع محطات معالجة في العنَّار، مليانة، صفاقس، انفيدة، وأغارب. ستُعاد مياه الصرف المعالجة من العاصمة التونسية لري 11,500 هكتار في مجالات زراعية عامة ببورج البيضاء، بورج العامري، الخير، سمنجة، انفيدة، والشعل، موزعة على ولايات تونس، زغوان، سوسة، وصفاقس.
أكد الوفد الإيطالي التزام روما بدعم تونس في مشاريع التنمية المستدامة، مع تعزيز برنامج التعاون الثنائي 2025-2027، وأهمية التنسيق التقني الوثيق لنجاح “تانيت”.
الماء والزراعة والتكوين في قلب التعاون يأتي المشروع استمرارًا للشراكة الاستراتيجية بين تونس وروما، التي عززتها زيارة رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني إلى تونس في 31 يوليو 2025، حيث استقبلها الرئيس قيس سعيد. ركزت الزيارة على تسريع تنفيذ خطة ماتي لإفريقيا، وتعميق التعاون في المجالات المهاجرة، الطاقية، والزراعية.
ناقشت الحكومتان مشروع “تانيت” وإنشاء مركز إقليمي للتكوين الزراعي، كإجراءين رئيسيين للتعاون التونسي-الإيطالي. تعكس هذه المبادرات الإرادة المشتركة للتنمية المستدامة والشاملة، مع التركيز على الأمن المائي والغذائي.