Table of Contents
شهدت ولاية قبلي هذا العام موسمًا مميزًا في إنتاج التمور البيولوجية، حيث سجّلت ارتفاعًا غير مسبوق في الإنتاج بلغ 18 ألف طن، وهو ما يُمثّل زيادة تُقدَّر بـ 5500 طن مقارنة بالموسم الفارط. ويعكس هذا التطور المتسارع الدور الريادي الذي أصبحت تلعبه الجهة في قطاع الزراعات البيولوجية، خاصة في إنتاج دقلة النور التي تُعدّ من أبرز المنتجات الفلاحية التونسية عالميًا.
توسّع في المساحات البيولوجية ونمو في عدد الفلاحين
أوضح رئيس قسم الفلاحة البيولوجية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بقبلي، محمد الكاروس، أن المساحات المصادَق عليها رسميًا كواحات بيولوجية تبلغ 1610 هكتارات، يستغلّها 746 فلاحًا، ما يعكس توسّعًا واضحًا في الاعتماد على الزراعة البيولوجية داخل الواحات.
كما توجد 240 هكتارًا إضافية في مرحلة التحوّل نحو الإنتاج البيولوجي، إلى جانب مساحات أخرى في مرحلة انتقالية متقدمة، من المنتظر إدراجها رسميًا ضمن المنظومة البيولوجية خلال السنة القادمة. ويُعتبر هذا النمو دليلاً على توجه متزايد نحو أنماط إنتاج مستدامة، تحترم البيئة وتستجيب للمعايير الدولية للجودة.
الفلاحة البيولوجية… رافد إستراتيجي للتنمية في الجهة
شدّد الكاروس على أن الفلاحة البيولوجية أصبحت عنصرًا محوريًا في المنظومة الفلاحية بقبلي، نظرًا لما تُوفره من قيمة مضافة عالية وقدرتها على الوصول إلى الأسواق العالمية التي تزداد فيها نسبة الطلب على المنتجات الصحية والطبيعية.
وتُعد جهة قبلي من المناطق الرائدة في إنتاج التمور البيولوجية التي تحظى بسمعة قوية في الأسواق الأوروبية والأمريكية، وهو ما يجعلها رافدًا مهمًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة مع توفر اليد العاملة والخبرة المتوارثة في مجال العناية بالنخيل.
التصدير: تحديات مناخية وتطلعات لانتعاشة جديدة
وبخصوص التصدير، كشف الكاروس أن كميات التمور البيولوجية المصدّرة خلال الموسم الماضي بلغت 3000 طن، إلا أن هذه الأرقام سجّلت تراجعًا بحوالي 700 طن مقارنة بالسنة التي سبقتها، نتيجة عوامل مناخية أثرت على الإنتاج والجودة.
ومع ذلك، يُتوقع أن يُسهم الإنتاج الوافر لهذا الموسم في رفع مؤشرات التصدير خلال الأشهر المقبلة، خاصة في ظل ارتفاع الطلب الدولي على التمور البيولوجية التونسية، وتوسع الأسواق المستوردة مثل كندا وأمريكا الشمالية والاتحاد الأوروبي.
آفاق مستقبلية واعدة لقطاع التمور البيولوجية
يشير خبراء الفلاحة في الجهة إلى أن النجاح المسجل هذا الموسم ليس إلا بداية لمسار واعد، خصوصًا مع توجه الدولة نحو دعم الفلاحة البيولوجية وتطوير منظومة التصدير وتحسين سلسلة الإنتاج عبر إدماج التكنولوجيا الحديثة.
كما ينتظر الفلاحون مزيدًا من الدعم اللوجستي، وتطوير طرق التعليب والتكييف، وتوفير أسواق دولية جديدة، بما يضمن خلق ثروة إضافية ومواطن شغل جديدة للشباب في الجهة.