افتتحت اليوم الإثنين 24 نوفمبر 2025 أعمال القمة السابعة لأفريقيا-أوروبا في العاصمة الأنغولية لواندا، بحضور قادة ورؤساء وفود من القارتين، في ظل أجواء تسودها الرغبة المشتركة في تجاوز التحديات الأمنية والتنموية التي تواجه العالم اليوم.
الجلسة الافتتاحية ركزت بشكل أساسي على موضوع السلام والأمن، مع التأكيد على أن تعزيزهما لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تعاون متعدد الأطراف فعّال وقابل للتنفيذ الميداني الفوري، بعيداً عن الخطابات النظرية التقليدية.
وفي هذا السياق، انطلقت مشاركة الوفد التونسي بقيادة السيد محمد علي النفطي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، بحزمة لقاءات مكثفة شملت رؤساء وفود عدة دول أفريقية وأوروبية، إلى جانب أمناء عامين لمنظمات أممية وإقليمية بارزة مثل الأمم المتحدة، الاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي.
هذه اللقاءات أتاحت الفرصة لإبراز الرؤية التونسية الجديدة للشراكة بين أفريقيا وأوروبا، والتي تقوم على مبادئ الندية والمصلحة المتبادلة، مع التركيز على تعزيز آليات العمل المتعدد الأطراف وتطوير البرامج التعاونية القائمة بالفعل.
كما شهدت المحادثات الثنائية التي أجراها الوزير النفطي مع نظرائه الأفارقة والمسؤولين الأوروبيين نقاشاً معمقاً حول الاستعدادات الجارية لسلسلة من المواعيد الثنائية المقررة خلال الأشهر القليلة المقبلة، والتي ستشكل منصة مثالية لترقية العلاقات في مجالات الاقتصاد، الطاقة، الهجرة المنظمة، مكافحة التغير المناخي، والأمن الغذائي.
وأكد الوزير التونسي خلال هذه اللقاءات أن تونس، بموقعها الجيوستراتيجي المتميز كجسر بين القارتين، مستعدة للعب دور أكبر في صياغة هذه الشراكة المتجددة، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتنامية في منطقة الساحل والصحراء، وتداعيات التغيرات المناخية على الأمن المائي والغذائي في القارة الأفريقية.
وتُعد قمة لواندا 2025 محطة حاسمة لإعادة تعريف العلاقات الأفريقية-الأوروبية بعد سنوات من التوترات الناجمة عن ملفات الهجرة غير النظامية والتجارة غير المتكافئة، حيث يأمل المشاركون في التوصل إلى توافقات عملية تحول الشراكة من نمط “مانح-متلقي” إلى نموذج “شريك-شريك” يحقق مكاسب حقيقية للجانبين.