يلعب شرب الماء دورًا محوريًا في دعم وظائف الجسم المختلفة، بدءًا من الهضم وتنظيم حرارة الجسم، وصولًا إلى نقل العناصر الغذائية وتخليص الجسم من الفضلات. كما أن الماء مسؤول عن ليونة المفاصل وصحة الجلد. لذلك يُنصح بشرب ما لا يقل عن 1.5 إلى 2 لتر من الماء يوميًا، وتزداد الحاجة مع ارتفاع درجات الحرارة أو الجهد البدني. لكن ماذا لو لم تحصل على ما يكفي من الماء؟ إليك 8 علامات تحذيرية تشير إلى جفاف جسمك.
أولى الإشارات تكون جفاف الجلد، والذي لا يعد مشكلة جمالية فقط، بل دلالة على نقص الترطيب الداخلي. فالماء يمنح الجلد مرونته ونعومته، وعندما ينقص تبدأ البشرة بالتقشر وتفقد نضارتها. تشير الدراسات إلى أن تحسين الترطيب يمكن أن يقلل من هذه العلامات بشكل ملحوظ.
علامة شائعة أخرى هي رائحة الفم الكريهة. في حين يُعتقد أن السبب دائمًا هو مشاكل الأسنان، إلا أن نقص إفراز اللعاب الناتج عن قلة شرب الماء يخلق بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا المسببة للرائحة في الفم.
من العلامات التحذيرية أيضًا رائحة البول القوية أو لونه الداكن. فهذا يشير إلى أن الكلى تحاول الاحتفاظ بالماء نتيجة نقص السوائل. استمرار هذا الوضع قد يزيد من خطر تكوّن الحصوات والتهابات المسالك البولية.
كذلك، قد تشعر بـ الدوخة أو الصداع دون أسباب واضحة. ذلك لأن الجفاف يؤثر على توازن الإلكتروليتات، ما يؤدي إلى ضعف التركيز والتعب وحتى انخفاض القدرة الإدراكية.
الجفاف يؤثر أيضًا على حركة الأمعاء. فقلة الماء تجعل القولون يمتص السوائل من البراز، مما يسبب الإمساك ويجعل التبرز أكثر صعوبة وألمًا.
الرغبة المفاجئة في تناول السكريات قد تكون مؤشرًا آخر. فعندما لا يحصل الجسم على ترطيب كافٍ، تقل قدرته على إنتاج الطاقة، مما يجعله يطالب بـ”وقود سريع” مثل السكر لتعويض النقص.
من أبرز التأثيرات غير المتوقعة للجفاف أيضًا هو ضعف التركيز والذاكرة. فحوالي 75% من تكوين الدماغ هو ماء، وأي نقص في هذا العنصر الحيوي يؤثر مباشرة على وظائفه الإدراكية والمعرفية.
وأخيرًا، لا تتجاهل تقلب المزاج أو الشعور المستمر بالتوتر. الجفاف قد يرفع مستويات هرمون الكورتيزول، مما يؤدي إلى تراجع الحالة النفسية وظهور أعراض القلق والانزعاج، وهو تأثير أكثر وضوحًا عند النساء.
الاستماع إلى هذه العلامات الجسدية هو الخطوة الأولى نحو تحسين صحتك. شرب الماء بانتظام ليس فقط ضروريًا للبقاء على قيد الحياة، بل مفتاح لصحة أفضل في جميع النواحي الجسدية والعقلية.